حكاية : أن عليا رضي الله عنه ترك قتل المشرك ، لما بصق في وجهه !

23-01-2015

السؤال 224471


نقرأ في بعض المواقع أن سيدنا علي ابن أبى طالب كان يقاتل مشركا شرسا، فطال بينهما القتال وفى النهاية تمكن رضى الله عنه من خصمه، ولما هم بقتله بصق المشرك في وجه سيدنا على ، والسيف في الهواء يوشك أن يهوي ، فما كان من سيدنا علي إلا أن تركه وانصرف عنه ولم يقتله ، فجرى المشرك خلفه مستفسرا عن سبب عدم قتله باستغراب فكان الرد أحد من السيف، إذ قال سيدنا علي : كدت أن أقتلك لأنك عدو الله ، أما وقد بصقت علي ، فقد صرت عدوا لي" ، فما صحة هذه الرواية ؟

الجواب

الحمد لله.


لا نعرف لهذه الرواية أصلا ، وهي ظاهرة النكارة ، إذ كيف يبصق المشرك في وجه علي رضي الله عنه بعد تمكنه منه ، والحال حال استعطاف ورجاء ، وليس بحال تكبر واستعلاء ؟
ثم كيف يتركه علي رضي الله عنه ، وهو لم ينزل الحرب إلا لقتال المشركين وقتلهم ؟ أيتركه ليقتل في المسلمين ، ويعيث في الأرض الفساد ؟
وهو لما بصق عليه - حسب الرواية - صار عدوا لله وعدوا له ، فقتله حينئذ آكد .
فلا شك أن مثل هذا الفعل الشنيع يدل على غطرسة وتكبر وإغراق في الكفر ، ومثل هذا لا يترك .
ثم ، أي عقل سليم ، يقبل أن عليا ترك ذلك المشرك ، شديد البأس ، في أرض المعركة ، لأجل هذا ، ثم يريد أن يحبك للكذبة حبكتها ، فيقول : إن عليا لما تولى عنه ، تبعه المشرك ، ليسأله : لماذا لم يقتله ؟
هل كانوا يمثلون فيلما سينمائيا ، أو يتحاربون ، يا عباد الله ؟!!

وحسبنا أن نطالب من يتناقل هذه القصة ، أو يروج لها : بأن يذكر لنا إسنادها ، ولو ضعيفا أو واهيا ، أو يذكر مصدرها في كتب التواريخ والسير المعتمدة .

والله أعلم .

مصطلح الحديث
عرض في موقع إسلام سؤال وجواب