الحمد لله.
لا نعرف لهذه الرواية أصلا ، وهي ظاهرة النكارة ، إذ كيف يبصق المشرك في وجه علي
رضي الله عنه بعد تمكنه منه ، والحال حال استعطاف ورجاء ، وليس بحال تكبر واستعلاء
؟
ثم كيف يتركه علي رضي الله عنه ، وهو لم ينزل الحرب إلا لقتال المشركين وقتلهم ؟
أيتركه ليقتل في المسلمين ، ويعيث في الأرض الفساد ؟
وهو لما بصق عليه - حسب الرواية - صار عدوا لله وعدوا له ، فقتله حينئذ آكد .
فلا شك أن مثل هذا الفعل الشنيع يدل على غطرسة وتكبر وإغراق في الكفر ، ومثل هذا لا
يترك .
ثم ، أي عقل سليم ، يقبل أن عليا ترك ذلك المشرك ، شديد البأس ، في أرض المعركة ،
لأجل هذا ، ثم يريد أن يحبك للكذبة حبكتها ، فيقول : إن عليا لما تولى عنه ، تبعه
المشرك ، ليسأله : لماذا لم يقتله ؟
هل كانوا يمثلون فيلما سينمائيا ، أو يتحاربون ، يا عباد الله ؟!!
وحسبنا أن نطالب من يتناقل
هذه القصة ، أو يروج لها : بأن يذكر لنا إسنادها ، ولو ضعيفا أو واهيا ، أو يذكر
مصدرها في كتب التواريخ والسير المعتمدة .
والله أعلم .