الحمد لله.
أولاً :
يخطئ الشباب والفتيات حينما يتساهلون في العلاقات المحرمة ، ويتمادون فيها حتى
يزداد تعلق كل منهما بالآخر ، وقد يكونان مناسبين أو غير مناسبين لبعضهما البعض ،
ثم تتفجر المشكلة حينما يرفض الأهل هذا الخاطب أو تلك المخطوبة بعد كل هذا التعلق
والسنوات .
وسبب المشكلة في الأساس هو التساهل وعدم الابتعاد عما حرم الله .
ثانياً :
الزواج المبني على علاقة سابقة أكثره زواج فاشل ينتهي بالطلاق .
وما يسمى بـ (الزواج التقليدي) الذي تريده والدتك لك هو في الغالب الزواج الناجح ،
كما تقول ذلك الدراسات والأبحاث . وقد سبق بيان ذلك في الفتوى رقم : (84102).
ثم هناك عقبة أخرى في هذا الزواج وهو رفض والدتك .
ولا يمكننا أن نشير عليك بالزواج من هذه الفتاة ، وتكون نتيجة ذلك أن تتوتر العلاقة
بينك وبين والدتك ، وقد يستمر هذا التوتر بلا انقطاع ، أو يمتد سنوات إلى أن توافق
والدتك بالأمر الواقع ، وخلال هذه المدة سوف تشعر أنك جلبت على نفسك مشاكل لا
تستطيع تحملها ، وقد كنت في غنى وعافية منها .
وزواج الرجل بدون موافقة أهله هو زواج صحيح شرعا ، لا إثم فيه ، ولكن الواقع
والشواهد تقول : إنه لن يكون زواجا مستقرا ناجحا في الغالب ، بل الغالب أن تلك
المشاكل سوف تعصف باستقرار الأسرة ، أو تجعله في وضع قلق ، مضطرب ، لا ينعم بالهدوء
والتواصل بين أطراف الأسرة .
فالنصيحة لك أن تجتهد في إقناع والدتك حتى تصل إلى رضاها في النهاية ، فإن وصلت إلى
هذا ، فلا مانع من أن تتزوج تلك الفتاة التي اخترتها لنفسك .
وليس بإمكاننا أن نقول : إنها مناسبة أو غير مناسبة لك ، فهذا الأمر تحدده أنت ،
بعد تفكير عميق واستشارة المقربين الناصحين لك .
وإن لم تستطع أن تصل إلى رضى والدتك وموافقتها : فالأولى لك العدول عن هذه الفتاة
إلى تلك التي اختارتها والدتك -إن أعجبتك- ، أو ابحث عن غيرها ممن يناسبك ، مع
تقديرنا لصعوبة التخلي عنها بعد ذلك الزمن كله من التواعد والرجاء بينكما ؛ فليس من
المروءة في شيء .
وإذا لم يكن من المروءة أن تعدل عن الفتاة ، بعد انتظارها ذلك الوقت كله ، فليس من
المقبول ، ولا من المرضي شرعا : أن تحزن والدتك ، وتحرمها من الفرح بك ، بعد هذا
العمر كله ، وبعدما أملت أن تشاركك فرحك ، أو تصنعه لك ؛ فهذا أدخل في الحرج ،
وأقرب للمنع .
وفقك الله تعالى للخير ،
ويسر لك أمرك .
والله أعلم .