حكم تسوية الصف أثناء الصلاة .
ما حكم تسوية الصفوف بعد القيام للركعة الثانية والثالثة والرابعة ؟
الجواب
الحمد لله.
تسوية الصفوف في الصلاة واجبة ، والمراد بها : اعتدال المصلين في صفوفهم على سمت
واحد ، بحيث لا يتقدم أحد على أحد ، كما سبق بيانه في إجابة السؤال رقم : (36881)
.
فإذا استوى الصف في الركعة الأولى ، ثم اختل واعوج في الركعة الثانية أو الثالثة :
فعلى من تقدم أو تأخر أن يعتدل في الصف ، ولا حرج على من رأى صاحبه تقدم أو تأخر أن
يعدله في الصف بيده ، أو ينبهه إلى ذلك بالإشارة ، ومثل هذه الحركة في الصلاة لا
حرج فيها ، بل هي مستحبة ، لأنها في مصلحة الصلاة .
فالسنة : استواء الصفوف حتى الفراغ من الصلاة .
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
" هذا القول ـ أعني وجوب تسوية الصف ـ هو الصحيح ، والواجب على الأئمة أن ينظروا في
الصف، فإذا وجدوا فيه اعوجاجاً أو تقدماً أو تأخراً ، نبهوا على ذلك ، وكان النبي
صلى الله عليه وسلم ـ أحياناً -يمشي على الصفوف يسويها بيده الكريمة ـ عليه الصلاة
والسلام ـ، من أول الصف لآخره ... ولكن مع الأسف الآن نجد أن المأمومين لا يبالون
بالتسوية، يتقدم إنسان ويتأخر إنسان ولا يبالي ، وربما يكون مستوياً مع أخيه في أول
الركعة ، ثم عند السجود يحصل من الاندفاع تقدم أو تأخر، ولا يساوون الصف في الركعة
الثانية ، بل يبقون على ما هو عليه، وهذا خطأٌ، فالمهم أنه يجب تسوية الصف " انتهى
من "شرح رياض الصالحين" (2/ 289) .
وسئل الشيخ محمد بن محمد المختار الشنقيطي :
هل تكون تسوية الصفوف ابتداءً عند التكبير أم أنه حتى أثناء الصلاة وبعد القيام
للركعة الثانية؟ وهل لي أن آخذ بيد من بجانبي لأجل ذلك ؟
فأجاب :
" إذا احتاج المصلي أثناء الصلاة إلى تسوية الذي بجواره فلا حرج عليه ؛ فإن النبي
صلى الله عليه وسلم أدار عبد الله بن عباس رضي الله عنهما ، وكذلك دفع جابرا وجبارا
رضي الله عنهما لما قاما عن يمينه ويساره ، فهذا فعل من النبي صلى الله عليه وسلم
لمصلحة الصلاة ، فدل على أنه إذا صلى المصلي فرأى من بجواره قد تقدم أن يؤخره ، ولا
حرج عليه في ذلك ، وقد نص بعض العلماء رحمهم الله على اعتبار هذه الحركة من الحركات
التي تستثنى لمصلحة الصلاة " انتهى .
http://goo.gl/lRqa3g
والله أعلم .