الحمد لله.
وبناء على هذا ؛ فالنذر لا علاقة له بتحقق أمنيتك ، وكان خيرا من ذلك أن تأخذ بالأسباب التي تحقق لك هذه الأمنية ، مع دعاء الله تعالى بتسييرها إن كانت خيرا لك ، فإن الدعاء من أعظم أسباب حصول المطلوب .
ثانيا :
الكلام السابق في شأن كراهة النذر : إنما هو في حق من لم يدخل فيه ابتداء ، فأما
إذا نذر فعلا ، كما هو الواقع منك ، فالواجب عليك إذا تحققت أمنيتك ، وكان هذا
النذر طاعة لله تعالى أن توفي بهذا النذر ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( مَنْ
نَذَرَ أَنْ يُطِيعَ اللَّهَ فَلْيُطِعْهُ ، وَمَنْ نَذَرَ أَنْ يَعْصِيَهُ فَلا
يَعْصِهِ) رواه البخاري (6696) .
وانظر لمزيد الفائدة الفتوى رقم : (42178)
.
وإذا كان النذر مما لا يطاق
لمثلك ، كما يفعله بعض الناس أحيانا ، فعجزت عن الوفاء بالنذر فتجب عليك حينئذ
كفارة يمين ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( كفَّارة النَّذر كفَّارة اليمين)
رواه مسلم (1645) .
ولمعرفة كفارة اليمين بالتفصيل ينظر جواب السؤال رقم : (45676)
.
ثالثا :
أما الوفاء بالنذر قبل حصول الشرط الذي علقته عليه ، فلا يجب عليك ذلك ، ولكن إن
فعلته فهو جائز ، لأن العلماء ذكروا قاعدة وهي : " أن تقديم الشيء على شرطه جائز" ،
كمن حلف على شيء أنه لا يفعله ، فله أن يخرج كفارة اليمين قبل الحنث .
قال في "كشاف القناع" (6/277) عن النذر المعلق : " ويجوز فعل النذر قبل وجود شرطه ،
كإخراج الكفارة بعد اليمين وقبل الحنث " انتهى بتصرف .
والله أعلم .