حديث باطل في رفع عذاب القبر عن الموتى إذا تاب شاب

21-03-2015

السؤال 224813


هناك حديث مفاده أنه إذا تاب شاب فإن الله يرفع العذاب عن أهل قبور ما بين المشرق والمغرب أربعين يوماً.. ثم قال : نضّر الله من قرأ هذا الحديث فبلّغه . رواه بن ماجه. ما صحة هذا الحديث ؟

الجواب

الحمد لله.


هذا الكلام المذكور لا يُعلم له أصل عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وليس هو في " سنن ابن ماجة " ، ولا في غيره من كتب الحديث ، ولا يعلم أن أحداً من أهل العلم رواه ، ولو بسند ضعيف .

والذي رواه ابن ماجة (230) : ( نَضَّرَ اللَّهُ امْرَأً سَمِعَ مَقَالَتِي فَبَلَّغَهَا ، فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ غَيْرِ فَقِيهٍ ، وَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ ) ، وهو حديث صحيح مشهور ، صححه الألباني في " صحيح سنن ابن ماجة " .

لكن ذكر ، قريبا من هذا المعنى : ( إن العالم والمتعلم إذا مرا بقرية فإن الله يرفع العذاب عن مقبرة تلك القرية أربعين يوما ) .

قال الألباني رحمه الله في " سلسلة الأحاديث الضعيفة " (419) :
" لا أصل له ، كما قال السيوطي في " تخريج أحاديث شرح العقائد " (ورقة 6 / وجه 2) ، وأقره العلامة القاري في " فرائد القلائد على أحاديث شرح العقائد " (25 /1) " انتهى .

وورد أيضا ـ لكن من كلام أنس بن مالك رضي الله عنه : أن عذاب القبر يرفع عن الموتى في شهر رمضان ، ولا يثبت كذلك .

قال الحافظ ابن رجب رحمه الله :
" روي بإسناد ضعيف ، عن أنس بن مالك : أن عذاب القبر يرفع عن الموتى في شهر رمضان " انتهى من " أهوال القبور " (ص 60) .

فلا يجوز الجزم بنسبة شيء من ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، وخاصة ما لا يعرف له أصل ، فإن ذلك من جملة الأحاديث الموضوعة المكذوبة ، وقد قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( مَنْ حَدَّثَ عَنِّي بِحَدِيثٍ يُرَى أَنَّهُ كَذِبٌ فَهُوَ أَحَدُ الْكَاذِبِينَ ) رواه مسلم في " مقدمة صحيحه " (1/7) .

قال النووي رحمه الله :
" فِيهِ تَغْلِيظُ الْكَذِبِ وَالتَّعَرُّض لَهُ ، وَأَنَّ مَنْ غَلَبَ عَلَى ظَنِّهِ كَذِبُ مَا يَرْوِيهِ ، فَرَوَاهُ : كَانَ كَاذِبًا , وَكَيْف لَا يَكُون كَاذِبًا وَهُوَ مُخْبِرٌ بِمَا لَمْ يَكُنْ ؟ " انتهى .

وينظر السؤال رقم : (130210) لمعرفة موقف المسلم من الأحاديث الضعيفة والموضوعة .

والله أعلم .

مصطلح الحديث
عرض في موقع إسلام سؤال وجواب