الحمد لله.
ولو أن الزوجة عاملت والدة
زوجها كما تعامل والدتها في البر والإحسان والطاعة ، فهو خير تحمد عليه ، وليس
بواجب حتم عليها .
إلا أن فضل ذلك وأجره ، لا يوازي فضل بر الوالدة وأجره .
ثانيا :
روى النسائي (3104) عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ جَاهِمَةَ السَّلَمِيِّ ، : أَنَّ
جَاهِمَةَ جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا
رَسُولَ اللَّهِ ، أَرَدْتُ أَنْ أَغْزُوَ وَقَدْ جِئْتُ أَسْتَشِيرُكَ ، فَقَالَ:
(هَلْ لَكَ مِنْ أُمٍّ ؟ ) ، قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: (فَالْزَمْهَا، فَإِنَّ
الْجَنَّةَ تَحْتَ رِجْلَيْهَا) " .
وصححه الألباني في "صحيح النسائي" .
والمقصود بالحديث الترغيب
والحض على بر الوالدين ، وليس المقصود أن الجنة عند قدمي كل أم .
قال ابن علان رحمه الله : " يعني : أن من بر أمه ، وقام بحقها ، دخل الجنة " .
انتهى من " دليل الفالحين" (1 /245) .
وقال المناوي رحمه الله :
" يعني : لزوم طاعتهن سبب قريب لدخول الجنة " .
انتهى من "التيسير" (1 /996) .
فهذا الفضل لا يحصل إلا ببر
الوالدين والقيام بحقهما ، فلا يترتب على حسن معاملة والدة الزوج ولا غيرها .
وأما من أحسنت إلى أم زوجها فلها من الثواب والجزاء الحسن ما يناسب ما فعلته من
الإحسان .
والله تعالى لا يضيع عمل عاملٍ من ذكر أو أنثى .
وأما حديث : ( الجنة تحت أقدام الأمهات ) فلا يصح بهذا اللفظ .
وينظر : " السلسلة الضعيفة" (593) ، وجواب السؤال رقم : (27173)
.
وانظر للفائدة إجابة السؤال رقم : (154607) .
والله أعلم .