الحمد لله.
أولا :
لا شك أن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
وأنها المبرأة في كتاب الله .
روى البخاري (3662) ، ومسلم (2384) عن عَمْرو بْن العَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ :
" أَنَّه سأل النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فقال له : " أَيُّ
النَّاسِ أَحَبُّ إِلَيْكَ ؟ ، قَالَ : (عَائِشَةُ) ، قال : فَقُلْتُ: مِنَ
الرِّجَالِ ؟ ، فَقَالَ : (أَبُوهَا) " .
قال أبو بكر الآجري الحافظ رحمه الله :
" نَعُوذُ بِاللَّهِ مِمَّنْ يَشْنَأُ [ يكره ]عَائِشَةَ ، حَبِيبَةَ رَسُولِ
اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، الطَّيِّبَةَ الْمُبَرَّأَةَ ،
الصِّدِّيقَةَ ابْنَةَ الصِّدِّيقِ ، أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا
، وَعَنْ أَبِيهَا خَلِيفَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "
انتهى من " الشريعة " (5/ 2394) .
ثم روى عَنْ مَسْرُوقٍ , أَنَّهُ كَانَ إِذَا حَدَّثَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَ : "
حَدَّثَتْنِي الْمُبَرَّأَةُ الصِّدِّيقَةُ ابْنَةُ الصِّدِّيقِ , حَبِيبَةُ
رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "انتهى من " الشريعة " (5/ 2404)
.
وقال ابن عساكر رحمه الله في " كتاب الأربعين " (ص 83) :
" الصَّحَابَةُ كَانُوا يَعْرِفُونَ أَنَّهَا أَحَبُّ النَّاسِ إِلَيْهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؛ وَلِهَذَا كَانُوا يُسَمُّونَهَا: حَبِيبَةَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم " انتهى .
وقال ابن القيم رحمه الله :
" عائشة الصديقة بنت الصديق ، الْمُبَرَّأَةَ مِنْ فَوْقِ سَبْعِ سَمَاوَاتٍ ،
حَبِيبَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " انتهى من " زاد
المعاد في هدي خير العباد " (1/ 102) .
ثانيا :
ما ذُكر من أنها رضي الله عنها كانت تكتب في كتبها ورسائلها: " من حبيبة رسول اللهِ
، المبرَّأَةِ في كتاب اللهِ ، عائشةَ بنت أبي بكر " لا نعرف له أصلا ، إلا ما رواه
الطبري في تاريخه (4/ 476) من طريق أبي مخنف ، عن مجالد بن سعيد، قال : " لما قدمت
عائشة رضي الله عنها البصرة كتبت إلى زيد بن صوحان : من عائشة ابنة أبي بكر ، أم
المؤمنين ، حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إلى ابنها الخالص زيد بن صوحان،
أما بعد: .... إلخ .
وهذا إسناد ضعيف جدا ، أبو
مخنف ، واسمه لوط بن يحيى – متروك ، تركه أبو حاتم وغيره.
وقال الدارقطني: ضعيف .
وقال ابن معين: ليس بثقة .
وقال - مرة: ليس بشيء .
وقال ابن عدي: شيعي محترق ، صاحب أخبارهم .
"ميزان الاعتدال" (3/ 420) .
فلا يعول على هذا الخبر في شيء ، هذا مع أنه ليس فيه أنها كانت تفعل ذلك دائما ،
وليس هو مطابقا للمذكور في السؤال من كل وجه .
والله تعالى أعلم .