الحمد لله.
وأما الأثر :
فروى الإمام مالك في " الموطأ " (3532) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (1132) عن أنس
بن مالك رضي الله عنه : "أَنَّهُ سَمِعَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ، وَسَلَّمَ عَلَيْهِ رَجُلٌ ، فَرَدَّ السَّلَامَ، ثُمَّ سَأَلَ عُمَرُ
الرَّجُلَ، كَيْفَ أَنْتَ؟ فَقَالَ: أَحْمَدُ اللَّهَ إِلَيْكَ. فَقَالَ عُمَرُ: "
هَذَا الَّذِي أَرَدْتُ منك " .
وصححه الألباني في "صحيح الأدب المفرد" .
وروى البيهقي في "الشعب" (12/ 329) عن أبي عُقَيْلٍ قَالَ: " رَأَيْتُ مُحَمَّدَ بْنَ أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ دَخَلَ عَلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ فَقَالَ: كَيْفَ تَجِدُكَ يَرْحَمُكَ اللهُ ؟ قَالَ: أَحْمَدُ اللهَ إِلَيْكَ , قَالَ: وَفَّقَنَا اللهُ وَإِيَّاكَ " .
وقال عَبْد الرَّحْمَنِ الْمُتَطَبِّبَ ـ يُعْرَفُ بِطَبِيبِ السُّنَّةِ ـ : " دَخَلْت عَلَى بِشْرِ بْنِ الْحَارِثِ فَقُلْت: كَيْفَ تَجِدُكَ؟ قَالَ أَحْمَدُ اللَّهَ إلَيْك " انتهى من "الآداب الشرعية" (2/ 182) .
وتضبط هذه العبارة بهذه
الصورة : ( أَحْمَدُ اللهَ إِلَيْك ) .
( أحمد ) : فعل مضارع ، ينطق ، كما ينطق الاسم المعروف ( أحمد ) ، بسكون الحاء وفتح
الميم وضم الدال ، وبفتح الهاء من لفظ الجلالة ، علامة نصبه على المفعولية .
ومعناها : أحمد الله حمدا يبلغُك ، تحدثا بنعمة الله ، وإظهارا لشكره .
قال الخطابي في "غريب الحديث" (2/ 453):
" أحمد اللَّه إليك. أي: أفضي بنعمة اللَّه إليك . ويقال معناه: أحمد الله معك "
انتهى .
وقال الزمخشري في "الفائق" (1/ 314):
" أَي : أنهى إِلَيْك أَن الله مَحْمُود . وَمِنْه حَدِيث ابْن عَبَّاس رَضِي الله
عَنْهُمَا: " إنى أَحْمد إِلَيْكُم غسل الإحليل " وَمَعْنَاهُ: أرضاه لكم ، وأُفضي
إِلَيْكُم بِأَنَّهُ فعل مَحْمُود مرضِي " انتهى .
وقال ابن منظور في "لسان العرب" (3/ 157):
" أَي: أَحمده مَعَكَ، فأَقام "إِلى" مُقام "مَعَ" ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ: أَحمد
إِليك نِعْمَةَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، بِتَحْدِيثِكَ إِياها " انتهى .
وينظر للفائدة جواب السؤال رقم : (33663)
، ورقم : (182356) .
وإذا قال المسئول عن حاله : الحمد لله ، فقد حصل المقصود من حمد الله تعالى وشكره
على نعمه .
والله تعالى أعلم .