حكم مصاحبة المسلمة للكافرة

02-06-2002

السؤال 23325

هل يجوز لمسلمة أن تتخذ كافرة صديقة لها إذا كانت محتشمة ومؤدبة جدّاً دون إهمال دينها؟ وهل هناك عقوبة شديدة إذا فعلت هذا؟

ملخص الجواب:

مصاحبة المسلمة للكافرة مضرة لها في دينها، لأن الكافرة لا تتخلق بما تتخلق به المسلمة ولا تَدين لله تعالى بدين الإسلام، فلا تتورع عن فعل ما يضر هذه المسلمة التي قد تغتر باحتشام أو أدب هذه الكافرة خاصة ما يضر في الدين. كما أن مصادقتها والأنُس معها قد تولد في القلب نوعاً من الرضا ببعض ما هي عليه وتُضعف البراءة والمعاداة في الله. ولا نعني بهذا المقاطعة التامة بين المسلمة والكافرة بل لها أن تزورها وتعودها وتهديها هدايا – من غير مودة قلبية ولا مشاركة في أعيادهم.

الجواب

الحمد لله.

لا شك أن مصاحبة المسلمة للكافرة مضرة لها في دينها، لأن الكافرة لا تتخلق بما تتخلق به المسلمة ولا تَدين لله تعالى بدين الإسلام، فلا تتورع عن فعل ما يضر هذه المسلمة التي قد تغتر باحتشام أو أدب هذه الكافرة خاصة ما يضر في الدين.

كما أن مصادقتها والأنُس معها قد تولد في القلب نوعاً من الرضا ببعض ما هي عليه وتُضعف البراءة والمعاداة في الله.

ومن هنا قال النَّبي صلى الله عليه وسلم لا تصاحب إلا مؤمناً ولا يأكل طعامَك إلا تقي رواه الترمذي (2395) وأبو داود (4832)، وصححه ابن حبان (2 / 314) وحسَّنه الشيخ الألباني في “صحيح الجامع” (7341).

ولا نعني بهذا المقاطعة التامة بين المسلمة والكافرة بل لها أن تزورها وتعودها وتهديها هدايا – من غير مودة قلبية ولا مشاركة في أعيادهم -،وتقصد مثل هذه الزيارت والهدايا دعوتها للإسلام، وقد فعل ذلك نبيُّنا صلى الله عليه وسلم:

وقد أذن النَّبي صلى الله عليه وسلم لأسماء بنت أبي بكر باستقبال أمها المشركة، وأهدى عمر رضي الله عنه أخاه المشرك ثوباً.

فعن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قالت: قدمتْ عليَّ أمِّي وهي مشركة في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستفتيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي راغبة أفأصِلُ أمِّي ؟ قال: نعم صِلِي أمَّكِ. رواه البخاري (2477) ومسلم (1003).

ومعنى “راغبة”: أي: راغبة في بر ابنتها.

وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: رأى عمر بن الخطاب حلة سيراء عند باب المسجد فقال: يا رسول الله لو اشتريتَها فلبستَها يوم الجمعة وللوفد، قال: إنَّما يلبسها من لا خَلاق له في الآخرة ، ثم جاءت حُلَل فأعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم عمر منها حلة، وقال أكسوتنيها وقلت في حلة عطارد ما قلت ؟ فقال: إني لم أكسكها لتلبسها، فكساها عمر أخا له بمكة مشركاً. رواه البخاري (2470) ومسلم (2068).

قال الشيخ صالح الفوزان:

“زيارة الكفار من أجل دعوتهم إلى الإسلام لا بأس بها، فقد زار النبي صلى الله عليه وسلم عمَّه أبا طالب وهو يحتضر ودعاه إلى الإسلام، وزار اليهودي ودعاه إلى الإسلام.

أما زيارة الكافر للانبساط له والأنس به فإنها لا تجوز لأن الواجب بغضهم وهجرهم، ويجوز قبول هداياهم لأن النبي صلى الله عليه وسلم قبِل هدايا بعض الكفار، مثل هدية المقوقس ملك مصر، ولا تجوز تهنئتهم بمناسبة أعيادهم  لأن ذلك موالاة لهم وإقرار لباطلهم”. ” المنتقى من فتاوى الشيخ الفوزان ” (1 / 255).

ولمزيد الفائدة، ينظر الجواب رقم (220741) ورقم (34559) ورقم (129664).

والله أعلم.

الولاء والبراء
عرض في موقع إسلام سؤال وجواب