الحمد لله.
أولا :
فُرض صيام شهر رمضان في السنة الثانية من الهجرة ، وصام النبي صلى الله عليه وسلم
تسع رمضانات .
انظر الفتوى رقم : (37649) .
ثانيا :
كان النبي صلى الله عليه وسلم يأمر أصحابه رضي الله عنهم بالفطر إذا دنوا من عدوهم
؛ ليتقووا على قتاله ، والفطر عند اللقاء من أسباب القوة .
وروى مسلم (1120) عن أبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ : "
سَافَرْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى مَكَّةَ
وَنَحْنُ صِيَامٌ ، فَنَزَلْنَا مَنْزِلًا ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِنَّكُمْ قَدْ دَنَوْتُمْ مِنْ عَدُوِّكُمْ، وَالْفِطْرُ
أَقْوَى لَكُمْ ) فَكَانَتْ رُخْصَةً، فَمِنَّا مَنْ صَامَ ، وَمِنَّا مَنْ
أَفْطَرَ، ثُمَّ نَزَلْنَا مَنْزِلًا آخَرَ، فَقَالَ: ( إِنَّكُمْ مُصَبِّحُو
عَدُوِّكُمْ، وَالْفِطْرُ أَقْوَى لَكُمْ، فَأَفْطِرُوا) وَكَانَتْ عَزْمَةً ،
فَأَفْطَرْنَا ".
ثالثا :
روى الترمذي (714) ، وأحمد (140) من طريق ابْن لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي
حَبِيبٍ، عَنْ مَعْمَرِ بْنِ أَبِي حَبِيبَةَ عَنْ ابْنِ المُسَيِّبِ ، أَنَّهُ
سَأَلَهُ عَنِ الصَّوْمِ فِي السَّفَرِ، فَحَدَّثَ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ
قَالَ: " غَزَوْنَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
غَزْوَتَيْنِ فِي رَمَضَانَ: يَوْمَ بَدْرٍ، وَالفَتْحِ، فَأَفْطَرْنَا فِيهِمَا "
.
وضعفه الألباني في "ضعيف الترمذي" .
ولكن جوّد إسناده الحافظ ابن كثير رحمه الله في "مسند الفاروق" (1/279) ، وقال
محققو المسند :
" حديث قوي، عبد الله بن لهيعة سيئ الحفظ ، لكن رواه عنه قُتيبة بنُ سعيد ، وروايةُ
قتيبة عنه صالحة معتبرٌ بها، وسعيد بن المسيب سمع من عمر، وعلى قول من قال : لم
يسمع، فإن مرسله صحيح ، قال أبو طالب : قلت لأحمد بن حنبل: سعيد عن عمر حجة؟ قال:
هو عندنا حجة، قد رأى عمر وسمع منه، إذا لم يقبل سعيد عن عمر فمن يقبل؟ " انتهى .
وكذا حسنه الملا علي القاري في "شرح مسند أبي حنيفة" (1/ 399) .
وجزم الحافظ ابن رجب الحنبلي رحمه الله به ، فقال:
" فرض عليه صلى الله عليه وسلم رمضان في ثاني سنة من الهجرة ، فهو أول رمضان صامه
وصامه المسلمون معه ، ثم خرج النبي صلى الله عليه وسلم لطلب عير من قريش قدمت من
الشام إلى المدينة ، في يوم السبت لاثنتي عشرة ليلة خلت من رمضان ، وأفطر في خروجه
إليها، قال ابن المسيب: قال عمر: (غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوتين في
رمضان: يوم بدر ويوم الفتح، وأفطرنا فيهما) " انتهى من "لطائف المعارف" (ص 177) .
فالراجح : أن الصحابة رضي
الله عنهم أفطروا لما خرجوا للقاء العدو يوم بدر ، فذلك أعون لهم على جهاد عدوهم .
وانظر السؤال رقم : (12641) .
والله أعلم .