الحمد لله.
تجب طاعة الوالدين في غير المعصية ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : (لَا
طَاعَةَ فِي مَعْصِيَةِ إِنَّمَا الطَّاعَةُ فِي الْمَعْرُوفِ ) رواه البخاري
(7257) ، ومسلم (1840) ، وقوله : ( لَا طَاعَةَ لِمَخْلُوقٍ فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ
عَزَّ وَجَلَّ ) رواه أحمد (1098).
ولا شك أن الدافع لرفض هذه الأم هو عدم ثقتها بكلام الأطباء ، والخوف على ولدها والشفقة عليه من أن يصيبه أي
ضرر، وشفقة الأم في هذا معتبرة ، وكذا عدم ثقتها بكلام الأطباء هنا معتبر أيضا ؛ لوجود النصب والاحتيال في هذا الباب كثيرا ، فلها الحق في أن تخاف
على ولدها، وعليه فإن استطعت إقناع والدتك بهذا التبرع فالحمد لله ، وإن لم تقتنع
فلا تفعل ، ولعلك تتحصل بطاعتك لوالدتك من الأجر أضعاف ما ستتحصل عليه بسبب التبرع
، فإذا علم الله صدق نيتك في التبرع وأنه لم يمنعك من ذلك إلا طاعة والدتك أعطاك
أجر التبرع وأجر الطاعة إن شاء الله ، وإن لم تتبرع بالفعل ففضل الله واسع .
وقد عرضنا سؤالك هذا على شيخنا الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك حفظه الله فقال:"
أطع أمك ؛ لأن غاية ما في هذا التبرع أن يكون مستحبا ، وطاعتها في غير المعصية
واجبة " انتهى .
والله أعلم .