الحمد لله.
وهذا إسناد ضعيف ، ليث ، هو
ابن أبي سليم ، وهو ضعيف ، ضعفه أحمد ، وابن معين ، والنسائي ، وغيرهم . انظر
"الميزان" (3/420) .
وشريك ، هو ابن عبد الله القاضي ، وهو ضعيف أيضا ، سيء الحفظ ، ضعفه القطان ، وابن
المبارك ، وابن معين ، والجوزجاني ، وغيرهم .
انظر "الميزان" (2/270) .
وقد خالفه أَبُو الْأَحْوَصِ سَلَّامُ بْنُ سُلَيْمٍ ، فرواه عَنْ لَيْثٍ ، عَنْ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فذكره مرسلا ، رواه ابن أبي شيبة (3/ 305) .
وكذا رواه الثوري عن ليث ، أخرجه الخلال في "السنة" (5/46) .
وهذا أصح ، لكنه ضعيف أيضا ؛ لضعف ليث ، ولإرساله .
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله :
" لَيْثٌ ضَعِيفٌ ، وَشَرِيكٌ سيء الْحِفْظِ ، وَقَدْ خَالَفَهُ سُفْيَانُ
الثَّوْرِيُّ فَأَرْسَلَهُ ، رَوَاهُ أَحْمَدُ فِي كِتَابِ الْإِيمَانِ لَهُ عَنْ
وَكِيعٍ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ لَيْثٍ عَنْ ابْنِ سَابِطٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (مَنْ مَاتَ وَلَمْ يَحُجَّ وَلَمْ
يَمْنَعْهُ مِنْ ذَلِكَ مَرَضٌ حَابِسٌ أَوْ سُلْطَانٌ ظَالِمٌ أَوْ حَاجَةٌ
ظَاهِرَةٌ ... ) فَذَكَرَهُ مُرْسَلًا ، وَكَذَا ذَكَرَهُ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ
عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ عَنْ لَيْثٍ مُرْسَلًا " .
انتهى من "التلخيص الحبير" (2/ 486) .
وله طريق أخرى عن شريك ، قال ابن الجوزي في "التحقيق" (2/ 118):
" رَوَاهُ عَمَّارُ بْنُ مَطَرٍ عَنْ شَرِيكٍ عَنْ سَالِمٍ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ،
قَالَ الْعُقَيْلِيُّ: عَمَّارٌ يُحَدِّثُ عَنِ الثِّقَاتِ بِالْمَنَاكِيرِ ،
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ : مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ " انتهى .
وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله :
" أَوْرَدَهُ أَبُو يَعْلَى مِنْ طَرِيقٍ أُخْرَى عَنْ شَرِيكٍ ، مُخَالِفَة
لِلْإِسْنَادِ الْأَوَّلِ، وَرَاوِيهَا عَنْ شَرِيكٍ عَمَّارُ بْنُ مَطَرٍ ضَعِيفٌ
" انتهى من "التلخيص الحبير" (2/ 486) .
وقال ابن القيسراني :
" رَوَاهُ عمار بن مطر الرهاوي عَن شريك ، عَن مَنْصُور، عَن سَالم بن أبي الْجَعْد
، عَن أبي أُمَامَة ، وَهَذَا غير مَحْفُوظ ، والآفة فِيهِ من عمار الرهاوي هَذَا "
.
انتهى من "ذخيرة الحفاظ" (4/ 2407) .
وعمار هذا قال أبو حاتم الرازي: كان يكذب ، وقال ابن عدى: أحاديثه بواطيل .
"ميزان الاعتدال" (3 /170)
وقال ابن القيسراني :
" ورواه نصر بن مُزَاحم الْكُوفِي عَن الثَّوْريّ، عَن لَيْث، عَن ابْن سابط، عَن
أبي أُمَامَة. وَهَذَا لَيْسَ بِمَحْفُوظ، والآفة فِيهِ من نصر هَذَا " انتهى من
"ذخيرة الحفاظ" (4/ 2407) .
ونصر بن مزاحم : قال الذهبي في "الميزان" (4/253): " رافضي جلد ، تركوه ".
ورواه أبو الحسن النعالي في
"جزئه" (71) من طريق مُحَمَّد بْن عَبْدِ اللَّهِ الأشناني ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ
حَنْبَلٍ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، أنا شُعْبَةُ ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ،
عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنْ أَبِيهِ، به
مرفوعا .
والأشناني هذا: قال الدارقطني: كان دجالا ، وقال الخطيب: كان يضع الحديث.
"لسان الميزان" (5 /228) .
والنعالي صاحب الجزء: قال الخطيب : كان رافضيا ، يتتبع الغرائب والمناكير .
"تاريخ بغداد" (5 /383) .
ثانيا :
روى الترمذي (812)، والطبري في "تفسيره" (6/41)، والبزار (861)،والبيهقي في "الشعب"
(3692) ، وابن الجوزي في "الموضوعات" (2/209) من طريق هِلَال بْن عَبْدِ اللَّهِ،
مَوْلَى رَبِيعَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ مُسْلِمٍ البَاهِلِيِّ قَالَ: حَدَّثَنَا
أَبُو إِسْحَاقَ الهَمْدَانِيُّ، عَنْ الحَارِثِ،عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( مَنْ مَلَكَ زَادًا وَرَاحِلَةً
تُبَلِّغُهُ إِلَى بَيْتِ اللَّهِ وَلَمْ يَحُجَّ ؛ فَلَا عَلَيْهِ أَنْ يَمُوتَ
يَهُودِيًّا، أَوْ نَصْرَانِيًّا، وَذَلِكَ أَنَّ اللَّهَ يَقُولُ فِي كِتَابِهِ:
(وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ البَيْتِ مَنْ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا) آل
عمران/ 97.
قال الترمذي عقبه : " هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ لَا نَعْرِفُهُ إِلَّا مِنْ هَذَا
الوَجْهِ ، وَفِي إِسْنَادِهِ مَقَالٌ ، وَهِلَالُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ مَجْهُولٌ ،
وَالحَارِثُ يُضَعَّفُ فِي الحَدِيثِ " انتهى .
وهلال هذا قال البخاري : منكر الحديث ، وقال الترمذي: مجهول ، وقال ابن عدي: هو
معروف بهذا الحديث ، وليس هو بمحفوظ ، وقال الحاكم أبو أحمد: ليس بالقوي عندهم.
"تهذيب التهذيب" (11/ 82) .
والحارث : هو الحارث بن عبد الله الأعور ، مشهور بالضعف ، وقد كذبه الشعبي ، وابن
المديني ، انظر : "التهذيب" (2/145) .
وللحديث طرق أخرى كلها لا
تخلو من ضعف .
وقد ضعف هذا الحديث غير واحد من أهل العلم ، فضعفه الطبري في "تفسيره" (6/45) ،
وابن الجوزي في "الموضوعات" (2/210) ، والمنذري في "الترغيب والترهيب" (2/137)،
وابن عبد الهادي في "التنقيح" (3/404)، والهيتمي في "الزواجر" (1/330)، وحكى عن
النووي تضعيفه ، وكذا ضعفه الألباني في "ضعيف الترمذي" .
ولكنه صح من قول عمر رضي
الله عنه ، قال ابن كثير رحمه الله :
" رَوَى أَبُو بَكْرٍ الْإِسْمَاعِيلِيُّ الْحَافِظُ مِنْ حَدِيثِ أَبِي عَمْرٍو
الْأَوْزَاعِيِّ، حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي
الْمُهَاجِرِ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ غَنْم أَنَّهُ سَمِعَ عُمَرَ
بْنَ الْخَطَّابِ يَقُولُ: " مَنْ أَطَاقَ الْحَجَّ فَلَمْ يَحُجَّ، فَسَوَاءٌ
عَلَيْهِ يَهُودِيًّا مَاتَ أَوْ نَصْرَانِيًّا "وَهَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ إِلَى
عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ " انتهى من "تفسير ابن كثير" (2/ 85) .
وانظر للاستزادة جواب السؤال رقم : (210701)
.
وبالجملة : فالحديثان لا
يصحان .
والله تعالى أعلم .