حكم مشاهدة نصائح الأطباء حول الصحة الجنسية
ما حكم مشاهدة فيديوهات لأطباء حول الصحة الجنسية ، وأمور تتعلق بصحة الأعضاء الجنسية ؟
الجواب
الحمد لله.
لا حرج على المسلم أو المسلمة في مشاهدة نصائح الأطباء المختصين بالأمور الجنسية ،
من جهة صحة الجهاز التناسلي ، أو آداب المعاشرة الزوجية ، أو حلول المشاكل الجنسية
، ونحوها من الأمور التي تدخل ضمن اختصاصهم ؛ وذلك أن :
1. الصحة الجنسية جزء من صحة الأبدان التي جاءت الشريعة الإسلامية بحفظها .
وكثيرٌ من هذه النصائح تصب في جهة العلاج والدواء لأمراض جنسية قد تصيب الزوجين أو
أحدهما .
2. ثم إن التثقف الصحي في آداب المعاشرة السليمة ، الخالية من الأمراض ، والمعينة
على تحصين النفس والفرج ، هو أمر مشروع أيضا ، فالمعاشرة السليمة الملتزمة بالضوابط
الشرعية تقي الزوجين الكثير من الأمراض الجنسية والجلدية والالتهابات المزمنة
المؤذية ، وتحقق لهما ما يصبوان إليه من السعادة الزوجية ، فمثل هذه النصائح الطبية
تعين كلا الزوجين على فهم هذه الأمور من الجهة الطبية والنفسية ، لتكون سببا في
بلوغ المقصد المرجو منها .
3. وفي الكتاب والسنة وأقوال العلماء العديد من الإشارات لآداب العشرة بين الزوجين
، منها ما جاء على سبيل الإيماء والإشارة ، ومنها ما جاء بالدلالة الظاهرة ، منها
ما تعلق بالختان وما ما جاء بأوضاع الجماع ومحله ووقته ونحوها من القضايا التي سبق
بيانها في موقعنا تحت الأرقام الآتية : (7073)
، (45528) ، (45597)
، (23390) ، (181894)
.
هذا ويجب أن تكون مشاهدُ الفيديو الطبية ملتزمةً بالضوابط الشرعية في مضمونها
وإخراجها، والتي أهمها:
1. أن تقدم من قبل الطبيب أو المستشار المختص ، بعيدا عن تدخل المرأة في شرح هذه
القضايا على الملأ ، فالمرأة – وإن كانت مختصة – فلا يليق بالتستر المطلوب منها ،
والحياء الذي ينبغي أن يكون من طبعها وغريزتها : أن تتحدث في هذه القضايا على
الإعلام ، بل تقدم نصائحها في عيادتها للنساء خاصة ، ويكتفى بالنشر الإعلامي على
الرجال المختصين .
2. أن تخلو المشاهد من الصور الحية ، أو الرسوم المثيرة ، وإنما يقتصر على الخطوط
التي تحقق المقصود وتقرب المطلوب .
3. أن ينضبط الطبيب المتحدث بالضوابط الشرعية ، فلا يخوض فيما يشجع على العلاقات
المحرمة ، أو الوقوع في الفاحشة ، أو المخالفة في أحكام المعاشرة ، أو التفاصيل
المهيجة والمثيرة .
وهذا الأمر يختلف ما بين متحدث وآخر ، لذلك ينبغي على المسلم الاقتصار على أهل
الصلاح الذين يريدون الإصلاح ، ولا يطلبون الإثارة الإعلامية على حساب الدين
والأخلاق .
4. أن تتحقق حاجة الشخص المعين إلى معرفة مثل ذلك ودراسته ، كأن يكون متزوجا ،
وتنقصه ، أو تنقص زوجته بعض الخبرة في مثل ذلك ، أو يكون مقدما على أمر الزواج ،
وليس عنده إلمام بمثل ذلك ؛ فمثل هذه القضايا ليست من العلم العام الذي يطلب ـ أو
حتى يشرع نشره ـ بين عموم الناس ؛ بل هو من خاص المعرفة والفائدة ، التي تطرح على
المحتاج إليها ، وفق الضوابط الشرعية ، وقد يمضي المرء عمره كله في ستر وعافية ،
وهو غافل عن مشاهدة مثل ذلك ، وأمره ماض على السلامة والصيانة ، ولعل ذلك حال كثير
من الناس ، أو أكثرهم .
فلا ينبغي التساهل في مشاهدة هذه الفيديوهات ، وإنما يشاهدها مَنْ في حاجة إليها .
والله أعلم .