الحمد لله.
قال الحافظ أبو نعيم الأصبهاني رحمه الله في "حلية الأولياء" (3/ 139):
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ
الْحَضْرَمِيُّ، قَالَ: ثَنَا حَفْصُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحُلْوَانِيُّ، قَالَ:
ثَنَا زَافِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ
الْفَرَّاءِ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ
الْحُسَيْنِ، قَالَ: " إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ نَادَى مُنَادٍ: لِيَقُمْ
أَهْلُ الْفَضْلِ، فَيَقُومُ نَاسٌ مِنَ النَّاسِ فَيُقَالُ: انْطَلِقُوا إِلَى
الْجَنَّةِ، فَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ، فَيَقُولُونَ: " إِلَى أَيْنَ؟
فَيَقُولُونَ: إِلَى الْجَنَّةِ ، قَالُوا: قَبْلَ الْحِسَابِ؟ قَالُوا: نَعَمْ،
قَالُوا: مَنْ أَنْتُمْ؟ قَالُوا: أَهْلُ الْفَضْلِ ، قَالُوا: وَمَا كَانَ
فَضْلَكُمْ ؟ ، قَالُوا: كُنَّا إِذَا جُهِلَ عَلَيْنَا حَلُمْنَا، وَإِذَا
ظُلِمْنَا صَبَرْنَا ، وَإِذَا أُسِيَ عَلَيْنَا غَفَرْنَا ، قَالُوا: ادْخُلُوا
الْجَنَّةَ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ ، ثُمَّ يُنَادِي مُنَادٍ: لِيَقُمْ
أَهْلُ الصَّبْرِ ، فَيَقُومُ نَاسٌ مِنَ النَّاسِ ، فَيُقَالُ لَهُمُ: انْطَلِقُوا
إِلَى الْجَنَّةِ فَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ، فَيُقَالُ لَهُمْ مِثْلُ
ذَلِكَ ، فَيَقُولُونَ: نَحْنُ أَهْلُ الصَّبْرِ، قَالُوا: مَا كَانَ صَبْرَكُمْ ؟
، قَالُوا: صَبَّرْنَا أَنْفُسَنَا عَلَى طَاعَةِ اللهِ ، وَصَبَّرْنَاهَا عَنْ
مَعْصِيَةِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ، قَالُوا: ادْخُلُوا الْجَنَّةَ فَنِعْمَ أَجْرُ
الْعَامِلِينَ ، ثُمَّ يُنَادِي مُنَادٍ: لِيَقُمْ جِيرَانُ اللهِ فِي دَارِهِ ،
فَيَقُومُ نَاسٌ مِنَ النَّاسِ ، وَهُمْ قَلِيلٌ ، فَيُقَالُ لَهُمُ: انْطَلِقُوا
إِلَى الْجَنَّةِ ، فَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَة ُ، فَيُقَالُ لَهُمْ مِثْلُ
ذَلِكَ ، قَالُوا: وَبِمَا جَاوَرْتُمُ اللهَ فِي دَارِهِ ؟ ، قَالُوا: كُنَّا
نَتَزَاوَرُ فِي اللهِ عَزَّ وَجَلّ َ، وَنَتَجَالَسُ فِي اللهِ ، وَنَتَبَاذَلُ
فِي اللهِ ، قَالُوا: ادْخُلُوا الْجَنَّةَ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ " .
ومن طريق أبي نعيم رواه ابن
قدامة في "كتاب المتحابين في الله" (155)
وهذا إسناد واه بمرة :
زافر بن سليمان ، ضعفه النسائي، والساجي ، وابن عدي ، وابن حبان ، وغيرهم .
انظر: "التهذيب" (3/262) .
وقال الحافظ في "التقريب" (ص213) : " صدوق كثير الأوهام " .
وثابت الثمالي ، هو ثابت بن أبي صفية أبو حمزة الثمالي الأزدي الكوفي ، رافضي متروك
الحديث .
قال أحمد: ضعيف ليس بشيء، وقال ابن معين: ليس بشيء، وقال الجوزجاني: واهي الحديث ،
وقال النسائي: ليس بثقة ، وقال عمر بن حفص بن غياث: ترك أبي حديث أبي حمزة الثمالي
، وقال ابن عدى: ضعفه بيِّنٌ على رواياته ، وهو إلى الضعف أقرب ، وقال الدارقطني:
متروك، وقال الفلاس: ليس بثقة.
انظر: "التهذيب" (2/7) .
وسليمان بن أحمد شيخ أبي نعيم هو الحافظ الطبراني ، الذي عزى هذا الأثر ابن كثير
إليه ، كما في "البداية والنهاية" (9/114).
فهذا الأثر واهي الإسناد لا
يصح عن علي بن الحسين رحمه الله .
وفي نصوص الشرع الثابتة في فضل العفو والصبر والتزاور في الله ما يغني عن هذا.
والله تعالى أعلم .