أنا مشترك بمطعم تابع للحي الجامعي ، ونطلب الوجبات قبل يوم الوجبة بيوم أو أكثر ، وذلك بدفع ثمن رمزي ، وقد قمت بالتسجيل في هذه الخدمة ، وأراد صديقي أن يسجل ، لكن انتهى الأجل المخصص لذلك. سؤالي : هل يمكنني أن أطلب تذكرة الوجبة ، ثم أعطيها لصديقي ليتناول الغداء ، وذلك بالمجان ، أو مقابل الثمن الرمزي الذي أدفعه ، مع العلم أنه غير مسجل . في بعض الأحيان : آكل أنا وصديقي ، وينفد لنا الخبز ، فنجد بعض قطع الخبز المتبقية بعد انتهاء الآخرين ، فنأخذها ، ونكمل الغداء . وفي أحد المرات دخلت أنا وصديقي لنحصل على الوجبة ، فعندما رأى العامل أن صديقي سيتغدى معي : أضاف قطعة لحم أخرى إلى الصحن . فما حكم هذه الحالات ؟
الحمد لله.
ذكرت في سؤالك ثلاث صور :
الصورة الأولى :
أن تتنازل أنت عن تذكرة من تذاكرك لزميلك مجانا أو بمقابل الثمن الذي اشتريتها به ، ففي هذه الحالة لا حرج ؛ لأنك تملك هذه التذكرة ، فيحق لك أن تهبها لمن يستحق هذه الخدمة من الطلاب ، وزميلك من المستحقين لهذه الخدمة ، باعتباره طالبا من طلاب الجامعة ، لاسيما والمعتاد أن الجهات المسؤولة في الأحياء الجامعية لا تمنع مثل هذه التصرفات ، ولا ترى فيها مخالفة للتعليمات ، لأن الوجبة في النهاية قد استفاد منها أحد طلاب الجامعة .
الصورة الثانية :
أن تشرك زميلك في وجبتك ، ولتكثير الطعام تأخذون الخبز المتبقي على الطاولات ، فهذه الصورة أيضا جائزة ، لأنك لم تأخذ أكثر من حقك من مطعم الجامعة ، وبقايا الخبز الذي على الطاولات قد تركه أصحابه رغبة عنه ، ومثل هذا لا يكون ملكا لأحد ، وإنما يمتلكه من أخذه ، والغالب أن بقايا الطعام ستلقى ولن يستفيد منها أحد ، فمن أخذها فلا حرج عليه .
قال الشيخ محمد بن عثيمين في "الشرح الممتع" (10/360) :
"من وجد مالاً فعلى ثلاثة أقسام:
الأول: أن يعلم أن صاحبه تركه رغبة عنه : فهذا لواجده ، كما يوجد الآن بعض الكراسي المكسرة ترمى في الأسواق ، أو بعض الزنابيل ، أو بعض الأواني ، أو ما أشبه ذلك، نعلم أن صاحبها تركها رغبة عنها، هذه يملكها واجدها...." انتهى.
الصورة الثالثة :
أن تطلب وجبة لك وحدك ، لكن يحابيك العامل بزيادة قدر ظاهر ، أكثر مما جرت العادة بالتسامح فيه ، فهذه الصورة ممنوعة من حيث الأصل ، لأنك تأخذ ما لا تستحق ، لكن إذا وقع هذا أحيانا فنرجو ألا يكون عليك حرج في ذلك ، لأن الغالب أن المسئولين عن مطعم الجامعة يسمحون بمثل هذا ، بل أخبرنا بعضهم أنهم ـ في بعض الأماكن ـ يسمحون للطالب الذي يأتيه ضيف أن يصطحبه إلى مطعم الجامعة ، ويأخذ له وجبة كاملة ، ما دام ذلك يقع أحيانا ، وليس بصفة مستمرة .
والله أعلم .