الحمد لله.
أولا:
ما قمت به من شراء شهادة الثانوية الألمانية، غش وتزوير، والواجب عليك التوبة إلى
الله تعالى من ذلك.
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( مَنْ غَشَّ فَلَيْسَ مِنِّي ) رواه مسلم
(101).
وروى البخاري (5976) ، ومسلم (87) عن أَبِي بَكْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ :
" قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( أَلَا أُنَبِّئُكُمْ
بِأَكْبَرِ الْكَبَائِرِ ؟ ) ، قُلْنَا : بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ : (
الْإِشْرَاكُ بِاللَّهِ، وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ )، وَكَانَ مُتَّكِئًا فَجَلَسَ
، فَقَالَ : ( أَلَا وَقَوْلُ الزُّورِ ، وَشَهَادَةُ الزُّورِ ، أَلَا وَقَوْلُ
الزُّورِ، وَشَهَادَةُ الزُّورِ ) فَمَا زَالَ يَقُولُهَا حَتَّى قُلْتُ : لَا
يَسْكُتُ ".
قال الحافظ ابن حجر: "وضابط الزور : وصف الشيء على خلاف ما هو به ، وقد يضاف إلى
القول ، فيشمل الكذب والباطل ، وقد يضاف إلى الشهادة فيختص بها ، وقد يضاف إلى
الفعل، ومنه : لابس ثوبي زور" انتهى من " فتح الباري " (10/412).
أما إكمال الدراسة : فالذي
يظهر أنه لا حرج عليك في إتمام دراستك الجامعية ، إذا كنت قد شرعت فيها فعلا مع
التوبة. وانظر: السؤال رقم : (69820)،
ورقم : (60199) .
ثانيا:
لا يلزم الابن طاعة الوالدين في اختيار تخصص معين ، أو الدراسة في الخارج، كما لا
يلزمه أكل ما لا يشتهيه ، أو نكاح من لا يريد .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : " وليس للأبوين إلزام الولد بنكاح من لا
يريد فلا يكون عاقا ، كأكل ما لا يريد " انتهى من "الاختيارات" (ص304 ).
فإذا لم يلزمه طاعتهما في
أكلة لا يريدها ، مع أن مشقتها لا تتجاوز ساعة أو نحوها ، فأولى ألا يلزمه طاعتهما
في دراسة تستغرق سنوات .
ولكن إذا راعيت البر وإدخال
السرور على أهلك، واجتهدت في دراستك، فلعلك تنال بذلك خيرا كثيرا، ففي بر الوالدين
أعظم الفلاح والنجاح.
فإن لم تجد إقبالا على الدراسة، أو كانت شاقة لا طاقة لك باحتمالها : فعد إلى بلدك،
قبل أن تتخطفك أمواج الفتن.
وفقنا الله وإياك لما يحب ويرضى.
والله أعلم.