الحمد لله.
وانظر :
- "الحركة الصليبية" لسعيد عبد الفتاح (1/34) .
- "ماهية الحروب الصليبية" لقاسم عبده قاسم (ص99-113) .
- "العبر" لابن خلدون (5/210) .
- "دولة السلاجقة" لعلي بن محمد الصلابي (ص 473-485) .
ثانيا :
كان من القادة الأبطال الذين سخرهم الله لنصرة دينه ، ورد كيد عدوه ، ومحاربة
الصليبيين : نور الدين محمود زنكي رحمه الله .
وكان أبوه عماد الدين زنكي رحمه الله قد انشغل بحرب الصليبيين حتى استرد منهم عدة
مدن ، وبعد وفاته استكمل ابنه نور الدين مسيرة الجهاد ضد الصليبين .
وكان صلاح الدين الأيوبي فارسا شجاعا وبطلا مغوارا ، وكان نور الدين يحبه ويُدنيه ،
وقد عينه على رئاسة الشرطة بدمشق بعد أخيه ، قال ابن كثير رحمه الله :
" جَعَلَ الْأَمِيرَ شَمْسَ الدَّوْلَةِ تُورَانْشَاهْ بْنَ نَجْمِ الدِّينِ
شِحْنَةَ دِمَشْقَ، ثُمَّ مِنْ بَعْدِهِ جَعَلَ أَخَاهُ صَلَاحَ الدِّينِ يُوسُفَ
هُوَ الشِّحْنَةَ، وَجَعَلَهُ مِنْ خَوَاصِّهِ لَا يُفَارِقُهُ حَضَرًا وَلَا
سَفَرًا " .
انتهى من البداية والنهاية (16/ 373) .
و"الشِّحْنة" : هو القائم على كفاية البلدة ، من قِبَل السلطان .
وكان أسد الدين شيركوه (عم
صلاح الدين) أميرا من أمراء نور الدين البسلاء ، فلما أرسله نور الدين إلى بلاد مصر
، تولى شيركوه الوزارة ، فلما مات تولاها من بعده صلاح الدين ، وعلى يديه هلكت
الدولة العبيدية .
يقول ابن خلدون رحمه الله :
" استطال الإفرنج على أهل مصر ، وفرضوا عليهم الجزية ، وأنزلوا بالقاهرة الشحنة ،
وتسلموا أبوابها ، واستدعوا ملكهم بالشام إلى الاستيلاء عليها، فبادر نور الدين
وأعاد أسد الدين في العساكر إليها في ربيع سنة أربع وستين، فملكها وطرد الإفرنج
عنها، وقدّمه العاضد لوزارته ، ثم هلك أسد الدين وقام صلاح الدين ابن أخيه مكانه،
وهو مع ذلك في طاعة نور الدين محمود، وهلك العاضد، فكتب نور الدين إلى صلاح الدين
يأمره بإقامة الدعوة العباسية بمصر، والخطبة للمستضيء ، ويقال إنه كتب له بذلك في
حياة العاضد وبين يدي وفاته ، وهلك لخمسين يوما أو نحوها، فخطب للمستضيء العباسي ،
وانقرضت الدولة العلوية بمصر، وذلك سنة سبع وستين " انتهى من " تاريخ ابن خلدون "
(5/ 290) .
وكان نور الدين محمود رحمه
الله قد نذر نفسه لقتال الصليبيين وتحرير بيت المقدس ، قال ابن كثير رحمه الله :
" كان قد أَعَدَّ مِنْبَرًا عَظِيمًا لِبَيْتِ الْمَقْدِسِ إِذَا فَتَحَهُ اللَّهُ
عَلَى يَدَيْهِ " .
انتهى من البداية والنهاية (16/ 593) .
ولم يزل في قتال الصليبين حتى توفاه الله مجاهدا في سبيله .
وانظر كتاب : "القائد المجاهد نور الدين محمود زنكي" لعَلي بن محمد الصَّلاَّبي.
وقد جعل الله عز وجل فتح بيت
المقدس على يدي أحد قواده ، وهو صلاح الدين الأيوبي رحمه الله ، فقاتل الصليبيين
سنة 583 في حطين ونصره الله عليهم ، وكان هذا النصر مقدمة لفتح بيت المقدس ، قال
ابن كثير :
" كَانَتْ وَقْعَةُ حِطِّينَ أَمَارَةً وَمُقَدِّمَةً وَبِشَارَةً لِفَتْحِ بَيْتِ
الْمَقْدِسِ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ، وَاسْتِنْقَاذِهِ مِنْ أَيْدِي الْكَافِرِينَ "
انتهى من " البداية والنهاية " (16/ 579) .
والله أعلم .