لا محذور في القول عن المغالب لغيره: أسقطه من على العرش
أظن أنني نطقت بجملة شركية ؛ حيث قلت لأحدهم : " لقد ضربته ضربا أوقعه من على العرش" للإشارة إلى تغلب أحدهم على شخص آخر ، وكنت أعني بذلك أنه أفضل من غيره في اللعبة ، وبعد أن قرأت عن عرش الله سبحانه وتعالى فكرت أن ما قلته قد يكون شركا ، وأنا أشعر بالندم الشديد ، فما حكم ما حدث؟
الجواب
الحمد لله.
قولك: "لقد ضربته ضربا أوقعه من على العرش" للإشارة إلى تغلب أحدهم على شخص آخر في
اللعب : لا حرج فيه ، والمخلوق يضاف له العرش حقيقة ومجازا، فالملِك له عرش ، ويقال:
جلس على عرشه، ونزل عن عرشه، وقد قال تعالى في شأن يوسف عليه السلام : (وَرَفَعَ
أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا وَقَالَ يَاأَبَتِ هَذَا
تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا) يوسف/100، وقال عن
بلقيس: (إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ
وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ) النمل/23
ويقال: تربع على عرش اللعبة ، وهذا تعبير مجازي ، يراد به أنه المتقدم والمبرّز
فيها، فإن غُلب فقيل: أنزله فلان من عرشه ، أو أوقعه من على العرش، فلا حرج في ذلك
، ولا علاقة له بعرش الرحمن تبارك وتعالى، الذي هو أعلى المخلوقات، وسقف المخلوقات.
وقد وصف الله تعالى عرشه بأنه عظيم، فقال: (قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ
وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ) المؤمنون/86، وقال: (اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ
رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ) النمل/26.
ونوصيك بالحذر من الوسوسة في هذا الباب وغيره، فإنها داء عظيم، وشر كبير، وخير علاج
لها هو عدم الالتفات إليها، مع كثرة ذكر الله تعالى واللجوء إليه.
والله أعلم.