لا محذور في القول عن المغالب لغيره: أسقطه من على العرش

10-09-2016

السؤال 250050


أظن أنني نطقت بجملة شركية ؛ حيث قلت لأحدهم : " لقد ضربته ضربا أوقعه من على العرش" للإشارة إلى تغلب أحدهم على شخص آخر ، وكنت أعني بذلك أنه أفضل من غيره في اللعبة ، وبعد أن قرأت عن عرش الله سبحانه وتعالى فكرت أن ما قلته قد يكون شركا ، وأنا أشعر بالندم الشديد ، فما حكم ما حدث؟

الجواب

الحمد لله.


قولك: "لقد ضربته ضربا أوقعه من على العرش" للإشارة إلى تغلب أحدهم على شخص آخر في اللعب : لا حرج فيه ، والمخلوق يضاف له العرش حقيقة ومجازا، فالملِك له عرش ، ويقال: جلس على عرشه، ونزل عن عرشه، وقد قال تعالى في شأن يوسف عليه السلام : (وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا وَقَالَ يَاأَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا) يوسف/100، وقال عن بلقيس: (إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ) النمل/23
ويقال: تربع على عرش اللعبة ، وهذا تعبير مجازي ، يراد به أنه المتقدم والمبرّز فيها، فإن غُلب فقيل: أنزله فلان من عرشه ، أو أوقعه من على العرش، فلا حرج في ذلك ، ولا علاقة له بعرش الرحمن تبارك وتعالى، الذي هو أعلى المخلوقات، وسقف المخلوقات.
وقد وصف الله تعالى عرشه بأنه عظيم، فقال: (قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ) المؤمنون/86، وقال: (اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ) النمل/26.
ونوصيك بالحذر من الوسوسة في هذا الباب وغيره، فإنها داء عظيم، وشر كبير، وخير علاج لها هو عدم الالتفات إليها، مع كثرة ذكر الله تعالى واللجوء إليه.
والله أعلم.
المناهي اللفظية
عرض في موقع إسلام سؤال وجواب