الحمد لله.
أولا :
دعاء الله تعالى له شأن عظيم في رفع البلاء وتفريج الكربات .
وخير الأدعية الأدعية المأثورة الواردة في الكتاب والسنة والصحيحة، لا سيما أدعية الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، كدعاء يونس عليه الصلاة والسلام، وهو قوله: (لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ) الأنبياء/87. قال الله: (فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ) الأنبياء/88
وهذا وعد من الله تعالى أن ينجي المؤمنين من الغم.
ومن ذلك أيضا ما رواه أحمد (3528) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَا أَصَابَ أَحَدًا قَطُّ هَمٌّ وَلا حَزَنٌ فَقَالَ : اللَّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ ، وَابْنُ عَبْدِكَ ، وَابْنُ أَمَتِكَ ، نَاصِيَتِي بِيَدِكَ ، مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ ، عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ ، أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ ، أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ ، أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ ، أَوْ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ ، أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِيعَ قَلْبِي ، وَنُورَ صَدْرِي ، وَجِلاءَ حُزْنِي ، وَذَهَابَ هَمِّي ، إِلا أَذْهَبَ اللَّهُ هَمَّهُ وَحُزْنَهُ وَأَبْدَلَهُ مَكَانَهُ فَرَجًا . فَقِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَلا نَتَعَلَّمُهَا ؟ فَقَالَ : بَلَى ، يَنْبَغِي لِمَنْ سَمِعَهَا أَنْ يَتَعَلَّمَهَا. صححه الألباني في السلسلة الصحيحة (199) .
ومن ذلك أيضا : ما رواه البخاري عن أَنَس بْن مَالِكٍ، رضي الله عنه قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الهَمِّ وَالحَزَنِ، وَالعَجْزِ وَالكَسَلِ، وَالجُبْنِ وَالبُخْلِ، وَضَلَعِ الدَّيْنِ، وَغَلَبَةِ الرِّجَالِ .
وقد ذكرنا جملة من أدعية تفريج الكرب في جواب السؤال رقم (149276)
ثانيا :
لا شك أن في الأدعية الشرعية ، السنية النبوية ، ما يغني عن الأدعية البدعية ، المشتملة على السجع والتكلف، فضلا عن تلك المشتملة على البدعة كالتوسل بذوات الصالحين، أو المشتملة على الشرك، كسؤال الأئمة تفريج الكروب والهموم.
وقد وقفنا على الدعاء المسمى بدعاء "يستشير" وإذا هو كلمات في الثناء على الله تعالى، ولا يصح نسبته إلى علي رضي الله عنه، وليس لهذا الدعاء أي فضل، ولا هو دعاء قوي كما ذكرت، وإنما هي جمل عادية، يمكنك أن تقولي مثلها بلا تكلف ولا تقليد لأحد.
وأما دعاء التوسل، فدعاء باطل، مشتمل على التوسل والتوجه إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وإلى أئمة الشيعة المزعومين، إلى الحسن العسكري، ثم مهديهم – المزعوم - المنتظر!
وفي ختامه يقول الداعي: " يا سادَتِي وَمَوالِي إني تَوَجَهْتُ بِكُمْ أَئِمَتِي وَعُدَّتِي لِيَوْمِ فَقْرِي وَحَاجَتِي إلَى الله ، وَتـَوَسَـــلْتُ بِـكـُـمْ إلَى الله ، وَاسْتَشْفَعْتُ بِــكُــمْ إلَى الله ، فَاشْفَعُوا لِي عِنْدَ الله ، وَاسْتَنْقِذُونِي مِنْ ذُنُوبِي عِنْدَ الله ، فَإنَكُمْ وَسِيلَتِي إلَى الله".
وهذا شرك بالله تعالى، فلا منقذ من الذنوب إلا الله، ولا يجوز سؤال أحد من المخلوقين ذلك.
وأما دعاء عاشوراء : فلم نقف على ألفاظه.
وينظر: جواب السؤال رقم (23265)
فاحذري، يا أمة الله، هذه الأدعية وأهلها، وأقبلي على الله تعالى، وسليه حاجتك، مع مراعاة أسباب قبول الدعاء، كالدعاء بين الأذان والإقامة، وفي الثلث الأخير من الليل، مع الطهارة، والتوجه إلى القبلة، وبدء الدعاء بالثناء على الله تعالى، ثم الصلاة على نبيه صلى الله عليه وسلم، وسؤال الله باسمه الأعظم، كما روى الترمذي (3475) وأبو داود (1493) وابن ماجه (3857) عَنْ بُرَيْدَةَ الْأَسْلَمِيِّ قَالَ : ( سَمِعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلًا يَدْعُو وَهُوَ يَقُولُ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنِّي أَشْهَدُ أَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْأَحَدُ الصَّمَدُ الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ قَالَ فَقَالَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ سَأَلَ اللَّهَ بِاسْمِهِ الْأَعْظَمِ الَّذِي إِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ وَإِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى) وصححه الألباني في صحيح الترمذي.
وروى الترمذي (3544) وابن ماجه (3858) عَنْ أَنَسٍ قَالَ : دَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَسْجِدَ وَرَجُلٌ قَدْ صَلَّى وَهُوَ يَدْعُو وَيَقُولُ فِي دُعَائِهِ : اللَّهُمَّ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْمَنَّانُ؛ بَدِيعَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ، ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( أَتَدْرُونَ بِمَ دَعَا اللَّهَ ؟ دَعَا اللَّهَ بِاسْمِهِ الْأَعْظَمِ الَّذِي إِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ وَإِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى ) وصححه الألباني في صحيح الترمذي.
وإن أمكنك توسيط من يصلح بينك وبين زوجك فافعلي، فلعل الله أن يجعل في ذلك خيرا ، وفرجا ومخرجا .
نسأل الله أن يذهب همك، ويفرج كربك، ويقضي لك الخير.
والله أعلم.