لم يصح حديث في مدح شيعة علي أو ذم الرافضة

17-12-2016

السؤال 260542

هناك حديث رواه الطبري يقول: (يا علي أنت وشيعتك في الجنة) أرجو أن توضحوا هذا الحديث لأنه قد أفسد قلبي. جزاك الله خيراً.

ملخص الجواب:

خلاصة الجواب: لم يصح أي إسناد لحديث مرفوع في مدح شيعة علي، ولا في ذم الرافضة، وما يروى في هذا الباب إنما يروى بأسانيد منكرة ومضطربة

الجواب

الحمد لله.

هذا الحديث روي عن جماعة من الصحابة الكرام رضوان الله عليهم:

الحديث الأول:

عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: كَانَتْ لَيْلَتِي مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَ عِنْدِي فَأَتَتْهُ فَاطِمَةُ وَتَبِعَهَا عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا عَلِيُّ أَنْتَ وَأَصْحَابُكَ فِي الْجَنَّةِ, وَشِيعَتُكَ فِي الْجَنَّةِ, إِلَّا أَنَّهُ مِمَّنْ يَزْعُمُ أَنَّهُ يُحِبُّكَ أَقْوَامٌ يُصَغِّرُونُ الْإِسْلَامَ ثُمَّ يَلْفِظُونَهُ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ, يُقَالُ لَهُمُ: الرَّافِضَةُ. فَإِنْ أَدْرَكْتَهُمْ فَجَاهِدْهُمْ فَإِنَّهُمْ مُشْرِكُونَ. قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا الْعَلَامَةُ فِيهِمْ؟ قَالَ: لَا يَشْهَدُونَ جُمُعَةً وَلَا جَمَاعَةً، وَيَطْعَنُونَ عَلَى السَّلَفِ الْأَوَّلِ.

ورد من طريقين:

الطريق الأول: الفضل بن غانم، ثنا سوار بن مصعب، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد، عن أم سلمة.

رواه أبو بكر الآجري في "الشريعة" (5/2514)، والطبراني في "المعجم الأوسط" (6/354)، والخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" (14/321) وقال الطبراني: لم يَروِ هذا الحديث عن عطية، عن أبي سعيد، عن أم سلمة، إلا سوار بن مصعب

الطريق الثاني: (يونس بن بكير [مسند أحمد]، محمد بن عبدالواهب [المخلص واللالكائي]، سويد بن سعيد [اللالكائي]) ثلاثتهم عن السوار بن مصعب، عن أبي الجحاف، عن محمد بن عمرو، عن فاطمة الكبرى، عن أم سلمة.

رواه الإمام أحمد في "فضائل الصحابة" (2/654)، والمخلص في "المخلصيات" (3/ 154)، واللالكائي في "شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة" (8/1540)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (42/334)

ورواه ابن الأعرابي في "المعجم" (2/ 764) قال: نا محمد بن عقبة الشيباني، نا زكريا بن يحيى الأكفاني، نا خنيس بن بكر بن خنيس، نا سوار بن مصعب، عن داود بن أبي عوف، عن فاطمة بنت علي، عن فاطمة الكبرى، عن أسماء بنت عميس، عن أم سلمة به.

قلنا: وهذا إسناد منكر شديد الضعف بسبب سوار بن مصعب، وعلل أخرى.

يقول الإمام الذهبي رحمه الله:

"عن يحيى: كان يجئ إلينا، ليس بشيء. وقال البخاري: منكر الحديث. وقال النسائي وغيره: متروك. وقال أبو داود: ليس بثقة. قلت [أي الذهبي]: وفي جزء أبي الجهم عنه مناكير" انتهى من " ميزان الاعتدال" (2/ 246)

ولذلك قال ابن الجوزي رحمه الله:

"وهذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ... سوَّار قال فيه أحمد ويحيى: متروك. والفضل بن غانم قال فيه يحيى: ليس بشيء" انتهى من "العلل المتناهية" (1/161)

وقال ابن تيمية رحمه الله:

"روي هذا المعنى مرفوعا من حديث أم سلمة، وفي إسناده سوار بن مصعب وهو متروك" انتهى من " الصارم المسلول" (ص: 583)

وقال الألباني:

"موضوع". كما في "السلسلة الضعيفة" (5590)

الحديث الثاني:

عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ لِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (يَا عَلِيُّ أَنْتَ وَشِيعَتُكَ فِي الْجَنَّةِ، وَإِنَّ قَوْمًا لَهُمْ نَبْزٌ يُقَالُ لَهُ الرَّافِضَةُ، إِنْ أَدْرَكْتَهُمْ فَاقْتُلْهُمْ فَإِنَّهُمْ مُشْرِكُونَ) قَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: يَنْتَحِلُونَ حُبَّنَا أَهْلَ الْبَيْتِ وَلَيْسُوا كَذَلِكَ وَآيَةُ ذَلِكَ أَنَّهُمْ يَشْتُمُونَ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا)

وقد روي عن علي رضي الله عنه من طرق ثلاثة، هذا بيانها:

الطريق الأول:

رواه عبد الله بن أحمد في "السنة" (2/547)، وابن عدي في "الكامل" (9/51)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (42/335) من طريق أبي يحيى الحماني، عن أبي جناب الكلبي، عن أبي سليمان الهمذاني أو النخعي، عن عمه، عن علي.

وهذا إسناد شديد الضعف أيضا فيه علل عدة، منها ضعف أبي جناب الكلبي.

يقول الإمام الذهبي رحمه الله:

"يحيى بن أبي حية [د، ت، ق] ، أبو جناب الكلبي. سمع الشعبي وطبقته. قال يحيى القطان: لا أستحل أن أروى عنه. وقال النسائي والدارقطني: ضعيف. وقال أبو زرعة: صدوق يدلس. وقال ابن الدورقي عن يحيى: أبو جناب ليس به بأس إلا أنه كان يدلس. وروى عثمان عن ابن معين: صدوق. ثم قال عثمان: هو ضعيف. وقال الفلاس: متروك" انتهى من "ميزان الاعتدال" (4/ 371)

ومن علله أيضا جهالة أبي سليمان الهمداني حيث قال الذهبي في "الميزان" (4/533): "لا يُدرَى من هو".

الطريق الثاني:

رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (4/ 329)، والخطيب في "تاريخ بغداد" (14/ 229)، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (42/331) من طريق أبي عصمة عصام بن الحكم العكبري قال: ثنا جميع بن عبد الله البصري، قال: ثنا سوار الهمداني، عن محمد بن جحادة، عن الشعبي، عن علي.

وهذا إسناد شديد الضعف أيضا.

قال ابن الجوزي رحمه الله:

"هذا حديث لا يصح. وسوار ليس بثقة. قال ابن نمير: جميع من أكذب الناس. وقال ابن حبان: كان يضع الحديث" انتهى من "الموضوعات" (1/ 397)

الطريق الثالث :

عن أبي عقيل يحيى بن المتوكل، عن كَثيرٍ النَّوَّاء، عن إبراهيم بن حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب، عن أبيه، عن جده علي به، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (يَظْهَرُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ قَوْمٌ يُسَمَّوْنَ الرَّافِضَةَ يَرْفُضُونَ الْإِسْلامَ)، وهو كما يرى القارئ لا يشتمل على بيان فضيلة للشيعة، وأنهم في الجنة، وإنما فيه الشق الثاني من الحديث، وهو تسمية "الرافضة".

أخرجه أحمد في "المسند" (2/186)، والبخاري معلقا في "التاريخ الكبير" (1/279)، والبزار (2/138) وقال: لا نعلم له إسنادا عن الحسن إلا هذا الإسناد. وابن عدي في "الكامل" (6/66)، وابن الأعرابي في "المعجم" (2/764)، وأخرجه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1/163) وقال: "هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، يحيى بن المتوكل قال فيه أحمد بن حنبل: هو واهي الحديث. وقال ابن معين: ليس بشيء. وكثير النواء: ضعفه النسائي. وقال ابن عدي: كان غاليا في التشيع مفرطا فيه" انتهى.

الحديث الثالث:

عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ مُحَمَّدٍ، قَالَتْ: (نَظَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى عَلِيٍّ فَقَالَ: «هَذَا فِي الْجَنَّةِ، وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ قَوْمًا يَعْلَمُونَ الْإِسْلَامَ، ثُمَّ يَرْفُضُونَهُ، لَهُمْ نَبَزٌ يُسَمَّوْنَ الرَّافِضَةَ مَنْ لَقِيَهُمْ فَلْيَقْتُلْهُمْ فَإِنَّهُمْ مُشْرِكُونَ)

وفي لفظ آخر: (دَخَلَ عَلِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ جَالِسٌ, فَقَالَ: أَبْشِرْ أَمَا إِنَّكَ وَشِيعَتَكَ فِي الْجَنَّةِ أَمَا إِنَّكَ وَشِيعَتُكَ فِي الْجَنَّةِ, وَإِنَّ قَوْمًا يَجِيئُونَ مِنْ بَعْدِكَ يُصَغِّرُونَ الْإِسْلَامَ ثُمَّ يَلْفِظُونَهُ, لَهُمْ نُبُزٌ, يُقَالُ لَهُمُ: الرَّافِضَةُ؛ فَإِنْ أَدْرَكْتَهُمْ فَقَاتِلْهُمْ فَإِنَّهُمْ مُشْرِكُونَ)

رواه أبو يعلى في "المسند" (12/116) - ومن طريقه ابن عدي في "الكامل" (3/545) لكنه قال تليد بن سليمان، بدلا من ابن إدريس - وابن الأعرابي في "المعجم" (2/765)، وابن حبان في "المجروحين" (1/204)

قال أبو يعلى: حدثنا أبو سعيد الأشج، حدثنا ابن إدريس، عن أبي الجحاف داود بن أبي عوف، عن محمد بن عمرو الهاشمي، عن زينب بنت علي، عن فاطمة.

ورواه أبو بكر الآجري في "الشريعة" (5/2515) قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن الحسن الكوفي الأشناني قال: حدثنا إسماعيل بن إسحاق بن راشد قال: حدثنا يحيى يعني: ابن سالم , عن زياد بن المنذر, عن أبي الجحاف, عن عمر بن علي بن الحسين, عن زينب بنت علي, عن فاطمة.

قال ابن عدي رحمه الله:

"وهذا قد رواه عن أبي الجحاف أيضا أبو الجارود، واسمه زياد بن المنذر، ولعله أضعف من أبي الجحاف، وهكذا تليد بن سليمان أيضا، لعله أضعف من أبي الجحاف. وقد روى هذا عن علي بن أبي طالب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له هذا الكلام.

ولأبي الجحاف أحاديث غير ما ذكرته، وهو من غالية أهل التشيع، وعامة حديثه في أهل البيت، ولم أر لمن تكلم في الرجال فيه كلاما، وهو عندي ليس بالقوي، ولا ممن يحتج به في الحديث" انتهى من "الكامل" (3/ 545)

وقال ابن الجوزي رحمه الله:

"هذا لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال أحمد ويحيى بن معين: تليد بن سليمان المحاربي كذاب" انتهى من "العلل المتناهية" (1/165)

وقال ابن حبان رحمه الله:

"تليد بن سليمان المحاربي، كنيته أبو إدريس، من أهل الكوفة، يروي عن أبي الجحاف داود بن أبي عوف، روى عنه الكوفيون، وكان رافضيا يشتم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، وروى في فضائل أهل البيت عجائب، وقد حمل عليه يحيى بن معين حملا شديدا وأمر بتركه" انتهى من "المجروحين" (1/204)

ويقول الإمام الذهبي رحمه الله:

"داود بن أبي عوف [د، س، ق] أبو الجحاف. عن أبي حازم الأشجعي، وعكرمة، وطائفة. وعنه السفيانان، وعلى بن عابس، وعدة. وثقه أحمد ويحيى. وقال النسائي: ليس به بأس. وقال أبو حاتم: صالح الحديث. وأما ابن عدي فقال: ليس هو عندي ممن يحتج به. شيعي. عامة ما يرويه في فضائل أهل البيت. ... فهذا آفته تليد، فإنه متهم بالكذب. ورواه أبو الجارود زياد بن المنذر، وهو ساقط، عن أبي الجحاف" انتهى من " ميزان الاعتدال" (2/ 18)

وفيه علة أخرى نبه عليها الهيثمي في "مجمع الزوائد" (9/748): "أن زينب بنت علي لم تسمع من فاطمة فيما أعلم" انتهى.

لذا حكم عليه الألباني في "السلسلة الضعيفة" (6541) بالنكارة.

الحديث الرابع:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ: (يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّمَا أَحَبُّ إِلَيْكَ: أَنَا أَمْ فَاطِمَةُ؟ قَالَ: فَاطِمَةُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْكَ، وَأَنْتَ أَعَزُّ عَلَيَّ مِنْهَا، وَكَأَنِّي بِكَ وَأَنْتَ عَلَى حَوْضِي تَذُودُ عَنْهُ النَّاسَ، وَإِنَّ عَلَيْهِ لَأَبَارِيقَ مِثْلَ عَدَدِ نُجُومِ السَّمَاءِ، وَإِنِّي وَأَنْتَ وَالْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ وَفَاطِمَةُ وَعَقِيلٌ وَجَعْفَرٌ فِي الْجَنَّةِ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ، وَأَنْتَ مَعِي وشِيعَتُكَ فِي الْجَنَّةِ. ثُمَّ قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ [الحجر: 47] لَا يَنْظُرُ أَحَدُهُمْ فِي قَفَا صَاحِبِهِ)

رواه الطبراني في "المعجم الأوسط" (7/343) قال: "حدثنا محمد بن موسى، ثنا الحسن بن كثير، ثنا سلمى بن عقبة الحنفي اليمامي، ثنا عكرمة بن عمار، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة. لم يرو هذا الحديث عن يحيى بن أبي كثير إلا عكرمة بن عمار، ولا رواه عن عكرمة إلا سلمى بن عقبة، تفرد به: الحسن بن كثير".

وهذا إسناد شديد الضعف بسبب علل عدة، منها جهالة الحسن بن كثير كما في "ميزان الاعتدال" (1/519)، وضعف عكرمة بن عمار في حديثه عن يحيى بن أبي كثير، كما اجتمعت كلمة يحيى القطان، والبخاري، وأبي حاتم، والنسائي، وأبي داود، وابن حبان، على وصف حديثه عنه بالاضطراب والغلط. ينظر "تهذيب التهذيب" (7/263)

الحديث الخامس:

عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:

(كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده علي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: يا علي! سيكون في أمتنا قوم ينتحلون حبنا أهل البيت، لهم نبز، يسمون الرافضة، فاقتلوهم فإنهم مشركون)

أخرجه أحمد بن حنبل في "فضائل الصحابة" (1/417،440)، والطبراني في "المعجم الكبير" (12/242)، وابن عدي في "الكامل" (5/90)، وأبو يعلى في "المسند" (4/459)، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1/163،166) جميعهم من طريق الحجاج بن تميم، عن ميمون بن مهران، عن ابن عباس به.

قال ابن الجوزي رحمه الله:

"وهذا لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال العقيلي: حجاج لا يتابع على هذا الحديث، وله غير حديث لا يتابع عليه" انتهى.

وانظر ضعف حجاج في "تهذيب التهذيب" (1/357).

ورواه ابن عدي في "الكامل" (5/152) من طريق عمرو بن مخرم البصري، ثنا يزيد بن زريع، ثنا خالد الحذاء، عن عكرمة، عن ابن عباس.

وقال ابن عدي:

"هذا حديث بهذا الإسناد، وخاصة عن يزيد بن زريع عن خالد: باطل، لا أعلم يرويه غير عمرو بن مخرم، وعن عمرو أحمد بن محمد اليمامي، وهو ضعيف أيضا، فلا أدري أتينا من قبل اليمامي أو من قبل عمرو بن مخرم" انتهى.

الحديث السادس:

عن ابن عمر رضي الله عنهما بنحو الألفاظ السابقة:

أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (42/335)، والآجري في "الشريعة" (5/219) من طريق محمد بن معاوية، عن يحيى بن سابق المديني، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن ابن عمر.

جاء في "لسان الميزان" (6/256) في ترجمة يحيى بن سابق:

"قال أبو حاتم: ليس بقوي. وقال ابن حبان: يروي الموضوعات عن الثقات. وقال الدارقطني: متروك. وقال أبو نعيم: حدث عن موسى بن عقبة وغيره بموضوعات" انتهى.

وهكذا يتبين للسائل الكريم أنه لم يصح أي إسناد لحديث مرفوع في مدح شيعة علي، كما أنه لم يصح حديث مرفوع في ذم الرافضة .

وما يروى في هذا الباب إنما يروى بأسانيد منكرة ومضطربة. وقد نقلنا أحكام المحدثين على بعض الأسانيد السابقة.

ونزيد هنا أحكاما أخرى:

قال الإمام الدارقطني – بعد أن ساق طرقا عديدة ومختلفة لهذا الحديث الوارد في السؤال ، منها ما لم نقف عليه -:

"الحديث شديد الاضطراب" انتهى من "العلل" (15/ 180)

وقال البيهقي رحمه الله:

"روي في معناه من أوجه أخر، كلها ضعيفة" انتهى من "دلائل النبوة" (8/24)

وأورد بعضها الشوكاني في "الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة" (ص: 380) .

وكذلك ضعفها كلها الألباني في "ظلال الجنة" (2/191-194).

وقال مقبل الوادعي: "أما حديث: (يا عليّ! أنت وشيعتك في الجنة)، فإنه حديث موضوع، ذكره ابن الجوزي في "الموضوعات"" انتهى من "تحفة المجيب على أسئلة الحاضر والغريب" (ص: 17)

والله أعلم.

الأحاديث الضعيفة
عرض في موقع إسلام سؤال وجواب