الحمد لله.
أولا:
حديث بهز بن حكيم عن أبيه عن جده قال: ( افتخر رجلان عند النبي صلى الله عليه وسلم أحدهما من مضر والآخر من اليمن، فقال اليماني: إني من حمير لا من ربيعة أنا ولا من مضر.
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: فأشقى لبختك وأتعس لجدك وأبعد لك من نبيك ).
رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (41 / 210 - 211): أنبأنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن إسماعيل بن الغزال شفاها بمكة، أنا أبو الحسن علي بن الحسن بن صصرى، أنبأ تمام بن محمد، حدثني أبي، ومحمد بن عبد الله الربعي، ومحمد بن مسلم بن السمط، قالوا : حدثنا أبو الحسن علي بن أحمد بن سلمة بن عبيد العقيلي من أهل قرية جوير، نا أحمد بن عبد الواحد، نا عيسى بن سليمان بن حرب بن إبراهيم بن راشد بن ناصح بن عبد الله العبدري، أنا محمد بن عباية، نا معتمر بن إبراهيم، ولم يقل الربعي في حديثه بن إبراهيم، عن بهز بن حكيم، عن أبيه، عن جده.
وهذا إسناد ضعيف.
فمدار الإسناد على أبي الحسن علي بن أحمد بن سلمة بن عبيد العقيلي، وهو مجهول الحال.
وما بينه وبين بهز مجاهيل.
ومعتمر بن إبراهيم، غير معروف، ولا يعرف من الرواة عن بهز من اسمه "معتمر"، غير معتمر بن سليمان.
ثانيا:
حديث ابن عباس- رضي الله تعالى عنهما- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم:
( خير الْعَرَب مُضر وَخير مُضر بَنو عبد منَاف ).
نسبه السيوطي في "الدر المنثور" (7 / 604) لابن سعد، ولم نجده في كتاب "الطبقات".
وقد ساق السيوطي إسناده في كتابه "الخصائص الكبرى" (1 / 93)؛ حيث قال:
" وأخرج ابن سعد من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( خير العرب مضر وخير مضر بنو عبد مناف وخير بني عبد مناف بنو هاشم وخير بني هاشم بنو عبد المطلب، والله ما افترق فرقتان منذ خلق الله آدم إلا كنت في خيرهما ). " انتهى.
والكلبي: هو محمد بن السائب بن بشر الكلبي أبو النضر .
وهو متروك، متهم بالكذب.
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى:
" متهم بالكذب ورمي بالرفض " انتهى من "تقريب التهذيب" (ص 479).
وأبو صالح هو باذام مولى أم هانئ ، وقد ضعف عدد من أهل العلم حديثه، وخاصة إذا كان من رواية الكلبي، كما هو حال هذا الإسناد.
قال أبو بكر بن أبي خيثمة:
" سمعت يحيى- ابن معين- يقول: الكلبي إذا روى عن أبي صالح : فليس بشيء؛ لأن الكلبي يحدث به مرة من رأيه، ومرة عن أبي صالح، ومرة عن أبي صالح عن ابن عباس ...
وأبو صالح الذي يروي عنه الكلبي هو مولى أم هانئ واسمه: باذام " انتهى، من "تاريخ ابن أبي خيثمة" (3 / 47 - 48).
والله أعلم.