الحمد لله.
لا أصل في الشرع لما اعتاده بعض الناس من الدعاء لمن يغتسل ، أو يقصر شعر رأسه ، بقولهم "نعيما" ، يريدون أدام الله عليك هذا النعيم ، وهذا الرفاه .
لكن لو قالها لصاحبه على وجه العادة بين الناس ، دون اعتقاد أن الشرع قد جاء بها : فلا حرج في ذلك ؛ لأن التهاني من قبيل العادات ، والأمر فيها واسع ؛ والأصل فيها الإباحة .
ولكن ينبغي أن لا يتخذ ذلك عادة دائمة ، خشية أن يعتقد الجاهل أنها من سنة المسلمين .
قال الشيخ ابن سعدي
والأصل في عاداتنا الإباحة * حتى يجيء صـارف الإباحة .
قال النووي رحمه الله :
"قال أبو سعد المتولّي: التحيّة عند الخروج من الحمّام - بأن يُقال له: طابَ حمّامُك - : لا أصل لها .
ولكن روي أن عليّاً رضيَ الله عنه قال لرجل خرج من الحمّام: طَهَرْتَ فلا نَجِسْتَ.
قلت: هذا المحلّ لم يصحُّ فيه شيء . ولو قال إنسان لصاحبه على سبيل المودة والمؤالفة واستجلاب الودّ: أدام الله لك النعيم، ونحو ذلك من الدعاء : فلا بأس به" انتهى من "الأذكار" ص(262) .
وقال الشيخ ابن عثيمين :
" كثير من التهاني التي تحدث بين الناس : لا يزعم أحد أنها بدعة إلا بدليل؛ لأنها أمور عادات لا عبادات، وكمن قابل رجلا نجح في امتحان فقال له: مبروك. فمن يقول هذه بدعة غير محق في ذلك.
وإذا تردد الأمر بين كونه عبادة أو عادة، فالأصل أنه عادة ، ولا ينهى عنه حتى يقوم دليل على أنه عبادة " انتهى من "مجموع فتاوى العثيمين" (5/260) .
والحاصل :
أن الأمر في هذا واسع ، إن شاء الله ، بشرط ألا ينسب شيء من هذا إلى السنة .
والله أعلم .