الحمد لله.
بداية شكر الله لك هذه الغيرة وأعانك على القيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وننصحك بالاستمرار على ما أنت عليه من النصح لزوجك وأقاربه بالتي هي أحسن حتى تجدي من هؤلاء المدعوين من يهديه الله على يديك لترك هذه المحرمات ، وبذلك يسهل التغيير والالتزام بالأمر الشرعي عند من قد يضعف بسبب ظنه عدم القدرة على التغيير ، وعليك بالاستعانة على نصحك بدعاء الله تعالى لهؤلاء المدعوين و الإحسان إليهم وعدم إظهار الاستعلاء عليهم بل إظهار الشفقة والرحمة بهم ، فهو أدعى للقبول ، وهو مما يكسبك احترامهم رغم صغر السن .
وعليك مع ما ذكر أن تحرصي على البعد عن مشاركتهم فيما يقعون فيه من مخالفات لئلا يتسلل الضعف إلى النفس تجاه هذه المنكرات ، لا سيما الأفلام السيئة التي ذكرتِ ، والمؤمن لا يأمن على نفسه الفتنة بل يستعين عليها بالبعد والدعاء .
وأما ما ذكرت من عاطفة الحزن والغيرة والغضب لدينه فهي من نعم الله على العبد ولكن لابد أن تضبط بضوابط الشرع ، فلا يؤدي الحزن إلى اليأس ونحوه كما قال تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم ( فلا تذهب نفسك عليهم حسرات ) ، ولا يؤدي الغضب إلى تنفير المدعو من الدعوة لأن القصد إصلاحه وليس مجرد إفراغ الإنسان لغيرته وغضبه ،
ومادام زوجك مسلماً مصلياً ولطيفاً ( كما تذكرين ) فاصبري عليه واستمري في دعوته لعل الله أن يقرّ عينك بهدايته وسلوكه سبل العفاف .
ولعل التفكير في مصائب غيرك من الزوجات اللاتي ابتلين بأزواج على حال أسوأ وأشنع من حال زوجك يجعل نظرتك لذنوب زوجك موزونة وزناً صحيح ، ونسأل الله أن يهدينا وإياك وسائر الخلق لما يحب ويرضى .