الحمد لله.
قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره (7/ 376): " ينهى تعالى عن السخرية بالناس،
وهو احتقارهم والاستهزاء بهم، كما ثبت في الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
أنه قال: "الكبر بطر الحق وغمص الناس" ويروى: "وغمط الناس".
والمراد من ذلك: احتقارهم واستصغارهم، وهذا حرام، فإنه قد يكون المحتقر أعظم قدرا
عند الله وأحب إليه من الساخر منه المحتقر له" انتهى.
والمزاح يشترط له ألا يشتمل على سخرية أو استهزاء بمسلم.
وينظر: جواب السؤال رقم (22170).
وينبغي الحذر من السخرية بالناس بما له صلة بالقرآن، فربما جر التساهل في ذلك إلى وقوع التنقص من القرآن نفسه ، وجعله مادة للضحك والعبث، أو امتهان كتاب الله ، وزعزعة مكانته ومقامه في النفوس ، كما هو حال بعض المسلمين هداهم الله.
والقرآن أعظم وأجل من أن يتخذ مادة للضحك والتندر والتفكه، بحيث يُذكر أخطاء
القراء ولحنهم وتبديلهم للكلمات عن غير قصد، ويستطرد في ذلك، ويُستجلب به الضحك،
فهذا صنيع من لم يوقر القرآن ولم يعرف قدره، مع ما فيه من الاستهزاء بعباد الله
والسخرية منهم، وهو محرم كما تقدم.
وينظر: جواب السؤال رقم (153656).
وفي ذلك مفسدة أخرى من تنفير الطالب، وكسر قلبه، وإغراء زملائه بالسخرية منه
وتعييره .
وكل هذه آفات ينبغي لمعلم القرآن أن يربي طلابه على تركها، لا أن يعينهم أو يدعوهم
إليها.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.
والله أعلم.