الحمد لله.
أولا:
الأصل في الدم الخارج من المرأة أنه دم حيض ، لأن هذه هي الحالة الطبيعية للمرأة .
فإذا لم يكن هناك سبب معلوم للدم ، كمرض أو حادث أو تناول أدوية فإنه يحكم بأن هذا الدم حيض .
وإذا علمت أن سبب الدم نزيف معوي، فإن ذلك لا يكون حيضا، وتلزمك الصلاة والصوم.
على أن الدم الخارج ، بسبب النزيف ، يكون مختلفا عن دم الحيض الذي تعرفه النساء .
فعَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ أَبِي حُبَيْشٍ أَنَّهَا كَانَتْ تُسْتَحَاضُ، فَقَالَ لَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِذَا كَانَ دَمُ الْحَيْضَةِ فَإِنَّهُ أَسْوَدُ يُعْرَفُ، فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ فَأَمْسِكِي عَنِ الصَّلَاةِ، فَإِذَا كَانَ الْآخَرُ فَتَوَضَّئِي وَصَلِّي فَإِنَّمَا هُوَ عِرْقٌ . رواه أبو داود (286) وحسنه الألباني .
ثانيا:
ليس لليأس سن محددة على الراجح، فمتى نزل على المرأة دم الحيض الذي تعرفه النساء ، فإنه يكون حيضا ، ولو بلغت السبعين !!
قال الله تعالى : ( وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِن نِّسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ ) الطلاق/4 .
فلم تحدد الآية سنّا معينة ، وإنما ذكرت صفة اليأس فقط ، فالعبرة ليست بالسن ، وإنما بحصول اليأس في الواقع ، بأن ينقطع دم الحيض ، فإذا استمر نزول الدم ، فهذا يعني أن المرأة لم تيأس ، ولو كانت فوق الخمسين .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى :
" ولا حد لسن تحيض فيه المرأة ، بل لو قدر أنها بعد ستين أو سبعين رأت الدم المعروف من الرحم : لكان حيضا .
واليأس المذكور في قوله: ( وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ ) ليس هو بلوغ سن ، فلو كان بلوغ سن لبينه الله ورسوله ، وإنما هو أن تيأس المرأة نفسها من أن تحيض ، فإذا انقطع دمها ويئست من أن يعود : فقد يئست من المحيض ، ولو كانت بنت أربعين ، ثم إذا تربصت وعاد الدم تبين أنها لم تكن آيسة " انتهى من " مجموع الفتاوى " (19 / 240) .
فإذا نزل على المرأة الدم السائل فهو حيض ولو جاوزت الخمسين والستين.
وأما البقع والنقط والكتل التي لا تستمر : فإنها ليست حيضا، وينبغي مراجعة الأطباء لمعرفة سبب نزولها.
قال الدكتور محمد البار :
" ومن النادر أن يستمر الحيض بعد سن الخامسة والخمسين، ولابد للبحث عن سبب مرضي للدم بعد هذه السن ، وخاصة إذا انقطع فترة طويلة ثم عاد " انتهى من "خلق الإنسان" ص131
وينظر للفائدة:
http://fiqh.islammessage.com/NewsDetails.aspx?id=4063
والله أعلم.