ما صحة هذا الأثر: أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قرأ على المنبر (وفاكهة وأبا )، فقال هذه الفاكهة قد عرفناها ، فما الأب؟ فرجع إلى نفسه ، فقال : إن هذا لهو التكلف يا عمر .
يستدل به كثير من الأساتذة ؛ لتقرير بعض الأشياء في النفس منها شيء ، المرجو الإفادة .
الحمد لله.
الأثر صحيح عن عمر ، رواه عنه أنس بن مالك رضي الله عنه ، ورواه عن أنسٍ جماعة هم (
حميد – الزهري – ثابت – قتادة – موسى بن أنس – معاوية بن قرة ) .
وبيان ذلك كما يلي :
أخرجه الطبري في "تفسيره" (24/120) ، وأبو عبيد في "فضائل القرآن" (688) ، وسعيد بن
منصور في "التفسير من سنن سعيد بن منصور" (43) ، وابن أبي شيبة في "مصنفه" (30105)
، والحاكم في "المستدرك" (3897) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (2084) ، جميعا من
طريق حميد .
وأخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" (3501) ، والطبري في "تفسيره" (24/121) ، والطبراني
في "مسند الشاميين" (2989) ، والحاكم في "المستدرك" (3897) ، جميعا من طريق الزهري
.
وأخرجه الطبري في "تفسيره" (24/120) من طريق موسى بن أنس ، ومعاوية بن قرة ، وقتادة
.
وأخرجه أبو طاهر المخلص في "المخلصيات" (366) من طريق ثابت .
جميعا ( حميد – الزهري – ثابت – قتادة – موسى بن أنس – معاوية بن قرة ) عن أنس قَالَ
: قَرَأَ عُمَرُ ( وفي رواية " على المنبر " : عَبَسَ وَتَوَلَّى [عبس: 1] حَتَّى
أَتَى عَلَى هَذِهِ الْآيَةِ: وَفَاكِهَةً وَأَبًّا [عبس: 31] قَالَ: قَدْ
عَلِمْنَا مَا الْفَاكِهَةُ ، فَمَا الْأَبُّ؟ ثُمَّ قَالَ: إِنَّ هَذَا لَهُوَ
التَّكَلُّفُ ، وفي رواية " بِحَسْبِنَا مَا قَدْ عَلِمْنَا " ، وفي رواية "
وَاتَّبِعُوا مَا يَتَبَيَّنُ لَكُمْ فِي هَذَا الْكِتَابِ ، وَمَا يَتَبَيَّنُ
فَعَلَيْكُمْ بِهِ ، وَمَا لَا فَدَعُوهُ " ، وفي رواية :" هَذا لَعمرُ اللهِ
التَّكلُّفُ ، فخُذوا يا أيُّها الناسُ ما بُيِّنَ لكم مِنه ، فَما عرفتُم فاعمَلوا
بهِ ، وما لم تَعرِفوا فَكِلوا عِلمَه إلى اللهِ عزَّ وجلَّ " .
والأثر صحيح عن عمر رضي الله
عنه ، صححه الجوزقاني في "الأباطيل والمناكير" (2/356) ، وابن كثير في "مسند
الفاروق" (890) .
وينظر : "التفسير من سنن سعيد بن منصور" ، حاشية المحقق (1/181-185) .
والله أعلم .