الحمد لله.
أولا:
الكذب منكر قبيح محرم، وقد يباح في بعض الأحوال لمصلحة، أو تحصيل حق لا يتوصل إليه إلا بالكذب، مع عدم الإضرار بالآخرين، كما سبق بيانه في جواب السؤال رقم : (154955) .
ولكن لا يجوز الكذب في مثل حالتك؛ لما يلي:
1-أنه لا حق لك على هذه الدولة لتتوصل إليه بالكذب.
2-أن الداخل إلى دولة من هذه الدول ملزم بالشروط التي تضعها للدخول، ولا يجوز غشها أو خداعها.
فما تريد القيام به ليس كذبا فحسب، بل هو كذب، وغش، وعدم وفاء بالعقود، وهذه محرمات لا تخفى.
قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ المائدة/1. وقال: وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً الإسراء/34.
وقال صلى الله عليه وسلم: الْمُسْلِمُونَ عَلَى شُرُوطِهِمْ رواه أبو داود (3594) وصححه الألباني في "صحيح أبي داود".
فعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال: مَنْ غَشَّ فَلَيْسَ مِنِّي رواه مسلم (102).
وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَإِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ فَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ وَيَتَحَرَّى الْكَذِبَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا رواه البخاري (5743) ، ومسلم (2607).
وقال صلى الله عليه وسلم: المكر والخديعة في النار رواه البيهقي في شعب الإيمان، وصححه الألباني في "صحيح الجامع"، ورواه البخاري في صحيحه معلقا بلفظ: (الخديعة في النار، ومن عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد).
ثالثا:
ينبغي السعي في محاولة إدخال ابنك بطريقة مباحة كالدراسة، أو العمل، أو الزواج الحقيقي.
فإذا لم يتيسر ذلك فلعله أن يكون في انتقال الأسرة إلى تركيا خير لها جميعا، ولا يخفى ما في العيش في بلاد الغرب من خطر على دين الإنسان، ودين أهله وذريته.
نسأل الله أن يفرج كربكم، ويصلح بالكم، ويعينكم على ما فيه الخير والصلاح.
والله أعلم.