الحمد لله.
من دعا غيره إلى المعصية، ثم تاب، فهذا هو الواجب عليه، ولا يضره لو استمر المدعوون في المعصية، أو لحقت بهم أضرار بسبب المعصية، فإنهم مسئولون عن أنفسهم.
لكن إن أمكنه نصحهم ، والإنكار عليهم : فينبغي عليه فعل ذلك ، وهو من تمام توبته ، أن يدعوهم إلى التوبة من المعاصي التي دلهم عليها ، أو شاركهم فيها .
فإن فقد الاتصال بهم فلا شيء عليه.
قال صاحب مراقي السعود:
من تاب بعد أن تعاطى السببا ... فقد أتى بما عليه وجبا
وإن بقي فساده كمن رجع ... عن بث بدعة عليها يُتّبع
قال الشيخ الأمين الشنقيطي رحمه الله: " يعني أن التائب من المعصية بعد أن تعاطى سببها آت بالواجب عليه وإن بقي فساده، كمن تاب من بدعة بعدما بثها في الناس، وقبل أخذهم بها أو بعده، وقبل رجوعهم عنها ... فالتائب في هذه المسائل آت بالواجب عليه" انتهى من نثر الورود شرح مراقي السعود (1/ 179).
وليحذر هذا الأخ من الوسوسة، فإنها باب شر عظيم ، وهذا من كيد الشيطان ، ومكره به : أن يثقل عليه أمر التوبة ، ويشدد عليه فيها ، ويثقل عليه أمر العبادة ، حتى ربما ضاقت نفسه بتلك الوساوس ، وصار إلى حال شر من معصيته الأولى ، والعياذ بالله .
وليعلم أن هذا الدين يسر ، ولن يشاد الدينَ أحد إلا غلبه .
وليعلم أيضا : أن الكفارة والدية لا تجبان بالشك، ولعل الله تاب على أولئك، فهجروه اتقاء لشره، لعدم علمهم بتوبته.
وينظر جواب السؤال رقم (258025)
والله أعلم.