الحمد لله.
وراجع جواب السؤال رقم : (34719) .
ثانيا:
ليس في الجنة ليل ونهار؛ لأن الجنة نور دائم. قال القرطبي: قال العلماء ليس في الجنة ليل ولا نهار ، وإنما هم في نور أبدا ، إنما يعرفون مقدار الليل من النهار بإرخاء الحجب وإغلاق الأبواب ، ويعرفون مقدار النهار برفع الحجب وفتح الأبواب . ذكره أبو الفرج الجوزي والمهدوي وغيرهما.
"تفسير القرطبي"(11 / 127).
وقال ابن كثير في تفسير قوله تعالى ( وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيّاً* تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَنْ كَانَ تَقِيّاً ) مريم/63 .
" أي في مثل وقت البكرات ووقت العشيات ، لا أن هناك ليلاً ونهاراً، ولكنهم في أوقات تتعاقب يعرفون مضيها بأضواء وأنوار".
انتهى من"تفسير ابن كثير" (5 / 247).
ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية: " فإن الناس متفقون على الزمان الذي هو الليل والنهار، وكذلك ما يجري مجرى ذلك في الجنة، كما قال تعالى: ولهم رزقهم فيها بكرة وعشيا.
قالوا: على مقدار البكرة والعشي في الدنيا .
وفي الآخرة يوم الجمعة ، يوم المزيد .
والجنة ليس فيها شمس ولا قمر ، ولكن تعرف الأوقات بأنوار أخر، قد روي أنه تظهر من تحت العرش، فالزمان هنالك مقدار الحركة التي بها تظهر بها تلك الأنوار." انتهى من "الفتاوى الكبرى" (5 / 67).
ومن ذلك أيضا ، قوله تعالى: ( لا يرون فيها شمساً ولا زمهريراً)، يقول القرطبي: " وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيّاً(مريم: من الآية62)، أي لهم ما يشتهون من المشارب والمطاعم بكرة وعشياً، أي قدر هذين الوقتين إذ لا بكرة ثم ولا عشية، كقوله تعالى: ( غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ) ؛ أي : قدر شهر، قال معناه ابن عباس وابن جريج وغيرهما ... "، انتهى من "تفسير القرطبي"(11 / 116).
وينبغي أن يكون أن يُوجه الهم المسلم في تحقيق ما يكون سببا في دخوله الجنة ، دون الدخول في تفاصيل أمور الغيب ، التي لا علم لنا بتفصيلها ، وشغل النفس بما لا طائل من ورائه.
فإن الجنة ، وغيرها من أمور الآخرة من الغيبيات التي لا تدرك حقيقتها بطريق الوحي، لا ينبغي التكلف بالخوض فيها بغير علم ، وخبر من الصادق ، تقوم به الحجة .
والله أعلم .