الحمد لله.
أولا :
الحديث الأول لم يروه مسلم ، ولا أبو داود ، ولا أحد من أهل الكتب الستة ، ولا هو في مسند أحمد ، وإنما رواه ابن عساكر في "تاريخه" (35/ 155)، وصاعد في "فصوصه" ، كما في "التوضيح" لابن الملقن (17/ 615) من طريق عبد العزيز بن عمران عن معاوية بن صالح أخبرني مكحول عن مالك بن يخامر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : العرب كلها بنو إسماعيل بن إبراهيم ، إلا أربع قبائل ، إلا السلف ، والأوزاع ، وحضرموت ، وثقيف .
وهذا إسناد واه ، عبد العزيز بن عمران متروك الحديث، قال ابن معين: ليس بثقة، إنما كان صاحب شعر، ليس حديثه بشيء، وقال البخاري: منكر الحديث لا يكتب حديثه ، وقال النسائي: متروك الحديث، وقال مرة : لا يكتب حديثه ، وقال ابن حبان: يروي المناكير عن المشاهير، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث منكر الحديث جدا .
"تهذيب التهذيب" (6/ 351) .
ثانيا :
وأما الحديث الآخر : مكة لبني إسماعيل، لا ينازعهم فيها إلا ظالم : فلا نعلم له أصلا .
ثالثا :
أما آل محمد في الصلاة الإبراهيمية : فقيل إنهم أتباعه على دينه ، وقيل آل النبي صلى الله عليه وسلم : قرابته المؤمنون ، والصحيح الأول ، وهو أن الآل : هم الأتباع .
ينظر جواب السؤال رقم : (20054)
وآل بيت النبي صلى الله عليه وسلم هم : أزواجه وذريته وبنو هاشم وبنو المطلب ومواليهم.
ينظر جواب السؤال رقم : (10055) .
وأما آل إبراهيم : فقال القاري رحمه الله:
" آل إبراهيم : هُمْ إِسْمَاعِيلُ وَإِسْحَاقُ وَأَوْلَادُهُمَا " انتهى من "مرقاة المفاتيح" (2/ 740) .
وقال السعدي رحمه الله:
" يدخل في آل إبراهيم : جميع الأنبياء الذين بعثوا من بعده ، لأنهم من ذريته، وقد خصهم بأنواع الفضائل ما كانوا به صفوة على العالمين، ومنهم سيد ولد آدم ، نبينا محمد صلى الله عليه وسلم " انتهى من"تفسير السعدي" (ص: 129) .
وقال المناوي رحمه الله:
" (وعلى آل محمد) قال الطيبي: حمل الآل على العموم من الأصفياء وأتقياء الأمة، فيدخل فيه أهل البيت دخولا أوليا أولى .
(كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم) : ذريته من إسماعيل وإسحاق كما جزم به جمع .
قال ابن حجر: وإن ثبت أن له أولادا من غير سارة وهاجر، دخلوا لا محالة .
ثم المراد : المسلمون منهم ؛ بل المتقون !!" انتهى من "فيض القدير" (4/ 529) .
وينظر : "شرح المشكاة" للطيبي (3/1040) .
والله تعالى أعلم.