هل كان رسول الله يذكر ميكائيل وجبريل وإسرافيل في بداية ونهاية كل صلاة؟

15-04-2019

السؤال 297492

كنت أستمع إلى محاضرة عن حياة جبريل قيل فيها أن النبي كان يذكر أسماء ميكائيل وجبريل وإسرافيل في بداية ونهاية كل صلاة. لم أعط أيّ دليل لدعم هذا الكلام. هل هناك أي حديث صحيح لدعم هذا الإدّعاء ، لأنني أود أن أضيفه إلى صلاتي لو كان صحيحًا؟

الجواب

الحمد لله.

أولا:

افتتاح الصلاة بذكر يحتوي على اسم جَبْرَائِيلَ، وَمِيكَائِيلَ، وَإِسْرَافِيلَ، لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا في دعاء استفتاح صلاة قيام الليل، كما في حديث أَبي سَلَمَةَ بْن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، بِأَيِّ شَيْءٍ كَانَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَفْتَتِحُ صَلَاتَهُ إِذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ؟

قَالَتْ: " كَانَ إِذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ افْتَتَحَ صَلَاتَهُ: اللهُمَّ! رَبَّ جَبْرَائِيلَ، وَمِيكَائِيلَ، وَإِسْرَافِيلَ، فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ، أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ، اهْدِنِي لِمَا اخْتُلِفَ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِكَ، إِنَّكَ تَهْدِي مَنْ تَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ " رواه مسلم (770).

وراجع للفائدة الجواب رقم (242032).

ثانيا:

وأما ختم الصلاة بذكر فيه اسم جَبْرَائِيلَ، وَمِيكَائِيلَ، وَإِسْرَافِيلَ :

فقد روى في ذلك النسائي (1345) والإمام أحمد في "المسند" (40 / 380) عَنْ جَسْرَةَ، قَالَتْ: حَدَّثَتْنِي عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: " دَخَلَتْ عَلَيَّ امْرَأَةٌ مِنَ الْيَهُودِ، فَقَالَتْ: إِنَّ عَذَابَ الْقَبْرِ مِنَ الْبَوْلِ.

فَقُلْتُ: كَذَبْتِ.

فَقَالَتْ: بَلَى، إِنَّا لَنَقْرِضُ مِنْهُ الْجِلْدَ وَالثَّوْبَ.

فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الصَّلَاةِ وَقَدِ ارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُنَا، فَقَالَ: مَا هَذَا؟ فَأَخْبَرْتُهُ بِمَا قَالَتْ.

فَقَالَ:  صَدَقَتْ، فَمَا صَلَّى بَعْدَ يَوْمِئِذٍ صَلَاةً إِلَّا قَالَ فِي دُبُرِ الصَّلَاةِ: رَبَّ جِبْرِيلَ وَمِيكَائِيلَ وَإِسْرَافِيلَ ؛ أَعِذْنِي مِنْ حَرِّ النَّارِ، وَعَذَابِ الْقَبْرِ  " .

وضعّف إسناده الشيخ الألباني في "ضعيف سنن النسائي" (ص 43 - 44)، وكذا محققو المسند؛ لأنه قد تفردت بروايته جسرة، وقال فيها البخاري:

" وعند جَسرة عجائب " انتهى. "التاريخ الكبير" (2 / 67).

وروى أبو يعلى في "المسند" (8 / 213)، قال: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي حُمَيْدٍ، عَنْ أَبِي مَلِيحٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَبَاحٍ الْأَنْصَارِيُّ، أَنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ: " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي الرَّكْعَتَيْنِ قَبْلَ طُلُوعِ الْفَجْرِ، ثُمَّ يَقُولُ فِي مُصَلَّاهُ: اللَّهُمَّ رَبَّ جِبْرِيلَ وَمِيكَائِيلَ وَرَبَّ إِسْرَافِيلَ وَرَبَّ مُحَمَّدٍ ؛ أَعُوذُ بِكَ مِنَ النَّارِ. ثُمَّ يَخْرُجُ إِلَى صَلَاتِهِ " .

وإسناده ضعيف، لضعف سفيان بن وكيع، وعبيد الله بن أبي حميد متروك.

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى:

" وهذا السند ضعيف، في سفيان بن وكيع مقال، وعبيد الله بن أبي حميد متروك، وأبو المليح : إن كان هو ابن أسامة المذكور أولا -سيأتي في الحديث التالي – فقد اختلف عليه في إسناده، وإن كان غيره فهو مجهول " انتهى. "نتائج الأفكار" (1 / 374).

وروى ابن السني في "عمل اليوم والليلة" (103)، والطبراني في " المعجم الكبير" (1 / 195) عن يَحْيَى بْن أَبِي زَكَرِيَّا الْغَسَّانِيُّ، حَدَّثَنِي عَبَّادُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ مُبَشِّرِ بْنِ أَبِي الْمَلِيحِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ أُسَامَةَ بْنِ عُمَيْرٍ : " أَنَّهُ صَلَّى مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ، فَصَلَّى قَرِيبًا مِنْهُ، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: اللهُمَّ رَبَّ جِبْرِيلَ، وَمِيكَائِيلَ، وَإِسْرَافِيلَ، وَمُحَمَّدٍ أَعُوذُ بِكَ مِنَ النَّارِ . ثَلَاثَ مَرَّاتٍ .

ويحيى ابن أبي زكريا الغساني ضعفه أهل العلم، وعباد بن سعيد قال فيه الذهبي:

" عباد بن سعيد بصري، عن مبشر – أي ابْنِ أَبِي الْمَلِيحِ - ليس بشيء" انتهى. "المغني" (ص 325).

وقال الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (1 / 373): "وأما عباد بن سعيد : فلم أر فيه جرحا ولا تعديلا ... " انتهى.

قال الشيخ الألباني رحمه الله تعالى:

" قال النووي في "الأذكار": روينا في كتاب ابن السني عن أبي المليح ... عن أبيه أنه صلى ركعتي الفجر، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى قريبا منه ركعتين خفيفتين، ثم سمعه يقول وهو جالس: ( اللهم رب جبرائيل … ). وروينا فيه عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( من قال صبيحة يوم الجمعة قبل صلاة الغداة: ... ).

قلت: الحديثان ضعيفان جدا ، لا يجوز العمل بهما ، حتى عند القائلين بالعمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال؛ لشدة ضعفهما " انتهى. "تمام المنة" (ص 238).

فالحاصل؛ أن هذا الدعاء في نهاية الصلاة : لا يُعلَم له إسناد صحيح.

و لمعرفة بعض الأذكار الواردة في نهاية الصلاة قبل السلام، راجع الجواب رقم (5236)، وما يتعلق ببعد السلام راجع الجواب رقم (131850).

والله أعلم.

صفة الصلاة
عرض في موقع إسلام سؤال وجواب