الحمد لله.
نسأل الله تعالى أن يشفيك ويعافيك .
أولا :
صلاة الجماعة واجبة ، وقد سبق بيان أدلة ذلك من الكتاب والسنة وأقوال الصحابة في جواب السؤال رقم : (120) ، (8918) .
ومع هذا الوجوب فهناك أعذار تبيح للمسلم أن يترك صلاة الجماعة ويصلي في البيت .
ومن هذه الأعذار : أن يكون المصلي أكل ما له رائحة خبيثة كالثوم والبصل .
روى مسلم (563) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنْ أَكَلَ مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ فَلَا يَقْرَبَنَّ مَسْجِدَنَا وَلَا يُؤْذِيَنَّا بِرِيحِ الثُّومِ .
وفي حديث جابر رضي الله عنه (564) : مَنْ أَكَلَ الْبَصَلَ وَالثُّومَ وَالْكُرَّاثَ فَلَا يَقْرَبَنَّ مَسْجِدَنَا، فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ تَتَأَذَّى مِمَّا يَتَأَذَّى مِنْهُ بَنُو آدَمَ .
قال النووي رحمه الله، وهو يذكر أعذار التخلف عن صلاة الجماعة : "ومنها : أن يكون أكل ثوما أو بصلا وكراثا ونحوها، ولم يمكنه إزالة الرائحة بغسل ومعالجة.
فإن أمكنته ، أو كان مطبوخا لا ريح له : فلا عذر" انتهى من "المجموع" (4/101) .
وقال ابن رجب الحنبلي رحمه الله في "فتح الباري" (6/123) :
"فدل هذا الحديث - مع الذي قبله - على أن علة المنع من قربان المسجد تأذى من يشهده، من المؤمنين والملائكة بالرائحة الكريهة" انتهى .
وينظر للفائدة: جواب السؤال رقم : (133501) ، ورقم : (106442) .
فيؤخذ من هذا: أن كل ما يؤذي المصلين في المسجد، فإن صاحبه يعذر بترك الجماعة، دفعًا لأذاه عن أهل المسجد.
ومن ذلك : المرض الذي ذكرت ، بل لا شك أن أذى العدوان على المصلين : أشد وأولى بالدفع من مجرد أذى الرائحة الكريهة ؛ فإذا كان صاحبه يُخشى منه إذا ذهب إلى المسجد أن يعتدي على المصلين بالضرب أو الكلام فإنه يصلي في بيته ، إلى أن يشفيه الله تعالى، ولا إثم عليه في ذلك . مع الاجتهاد في دفع ذلك الداء عن نفسه ، بالعلاج المناسب عند أخصائي نفسي، ومعالج سلوكي ثقة.
والله أعلم .