الحمد لله.
لا يجوز الاحتفال بما يسمى بعيد الصحابة السري؛ لأن المسلمين ليس لهم عيد سوى الفطر والأضحى، وعيد الأسبوع الذي هو يوم الجمعة، وأي احتفال بعيد آخر فهو ممنوع، ولا يخرج عن أحد أمرين:
1-البدعة، إن كان الاحتفال به على وجه التقرب إلى الله، كالاحتفال بالمولد النبوي.
2-التشبه بالكفار : إن كان الاحتفال على وجه العادة لا القربة؛ لأن إحداث الأعياد المبتدعة هو من فعل أهل الكتاب الذين أمرنا بمخالفتهم.
وهذا الاحتفال تشبه واضح بما يقوم به الكفار في احتفالهم بسانتا كلوز، أو بابا نويل.
وقد سبق بيان حرمة ذلك في جواب السؤال رقم : (145950) .
ومن المحزن أن يظن المحتفلون بهذا أنهم يخالفون الكفار، بجعلهم الأمر متعلقا بالصحابة، وهم واقعون في أصل المشابهة، من جهة ابتداع العيد واختراعه، ومن جهة ما يفعل فيه من صورة الاحتفال ، وتقديم الهدايا السرية، وتزيين البيوت، وتقديم الحلوى والطعام!
وقد روى أبو داود (1134) ، والنسائي (1556) عَنْ أَنَسٍ قَالَ : " قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ وَلَهُمْ يَوْمَانِ يَلْعَبُونَ فِيهِمَا ، فَقَالَ : مَا هَذَانِ الْيَوْمَانِ ؟ قَالُوا كُنَّا نَلْعَبُ فِيهِمَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَبْدَلَكُمْ بِهِمَا خَيْرًا مِنْهُمَا يَوْمَ الْأَضْحَى وَيَوْمَ الْفِطْرِ وصححه الألباني في "السلسلة الصحيحة" (2021).
وقال صلى الله عليه وسلم: مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ رواه أبو داود (4031)، وصححه الألباني في "صحيح سنن أبي داود".
والحاصل ؛ أنه لا يجوز الاحتفال بهذا العيد المخترع، لا في أيام أعياد الكفار ولا بعدها.
والله أعلم.