من عدة سنوات مضت رأيت أخت أحد أصحابي تفعل أمورا محرمة، وعلمت أيضا أنها زنت بضع مرات، فلم أستطع أن أخبر أخاها بذلك؛ من شده الأمر، فأردت أن أصلح الأمر بدون معرفة أخيها، فكلمتها في الهاتف كأخت، وأخذت أنصحها كثيرا، ووعدتني بأنها ستصلح من نفسها، ثم مرت بضعة أشهر، ثم علمت أنها لا زالت تقوم بالأمر، فغضبت كثيرا، وشتمتها في الهاتف، ولم أكلمها ثانية، ثم مر حوالي 10 أشهر ولم أكلمها، ثم وجدتها تطلبني في الهاتف، وتكلمني عن أنها تابت، لكن كان ذلك بعد أن فقدت عذريتها، ولكنها تابت توبة صادقة، فنصحتها بالصلاة والدعاء بأن يغفر الله تعالى لها، وبمرور بعض الوقت وقعت في حبها، وأنا مغلوب علي أمري، وهي أيضا بادلتني ذلك الحب، ومشكلتي في كل ذلك الأمر أني رأيت بعض الرؤيا التي تقول لي: بأنها ستجلب لي المشاكل، ومن هذه الرؤى القاطعة التي رأيتها وتدل علي ذلك بأن شخصا أعرفه يتلو آية : (وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ)، وأيضا رأيت الكثير من الرؤى التي معناها بأن الله سيرزقني الزوجة الصالحة والذرية الصالحة، فآمل أن ترشدوني هل أتزوج منها أم أتركها؟ ولكن يجب أن أعترف أيضا أن لها ظروفا؛ مثل أنها منذ صغرها وهي يتيمة، وأيضا إخوانها جميعا أكبر منها بكثير من العمر، ولم ينظر إليها أحد، أو اهتم بها، أو اهتم بتربيتها، وأنها أيضا كانت صغيرة. فآمل أن تدلوني ماذا يجب علي أن أفعل ؟ هل من الممكن أن تكون زوجة صالحة؟ أم من معنى هذه الرؤى السابقة بأنها ليست هي التي وعدني الله تعالى بها ؟ لا أعلم ماذا أفعل، أسير وراء قلبي، وهو يقول: إن الله تعالى سيجزيك بسترها، وأيضا إني أحبها، أم أسير خلف عقلي وكرامتي وهم يقولان ابتعد عنها ؟
الحمد لله.
إذا كان الأمر كما ذكرت من زناها عدة مرات، فننصحك بعدم الزواج منها، لأن ما وقع منها ليس زلة ومضت، وإنما هو إصرار وتماد، يدل على خبث النفس وانحرافها، نسأل الله العافية.
والزانية لا يصح الزواج منها إلا إذا تابت؛ لقوله تعالى : الزَّانِي لا يَنكِحُ إلا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لا يَنكِحُهَا إِلا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ النور/ 3
وينظر: جواب السؤال رقم : (85335).
والله أعلم بصدق هذه المرأة في دعواها التوبة، ومبادلتها الحب لك- كما ذكرت- يدل على تساهلها، ويضعف الظن بصدق توبتها.
وقد استدرجك الشيطان للوقوع في حبها، فإن كان حصل منك تساهل في الحديث معها أدى إلى ذلك، فاستغفر الله تعالى وتب إليه.
ولا علم لنا بتأويل الرؤى، ولكنا ننصحك بعدم الزواج منها، فإنه لا يؤمن أن تعود لعلاقاتها المحرمة، فتدنس عرضك.
والله أعلم.