الحمد لله.
هذه المشكلة التي شرحتها ، يعاني منها كثير من الشباب الذين يظنون أن المرأة يمكن أن تتعلم وتدعو ، وتجتهد في العبادة ، وتعين زوجها على الالتزام ، مهما كان زوجها مقصرا في ذلك . والواقع أن المرأة لا تقتدي بأحد اقتداءها بزوجها ، فإذا لم يكن الزوج قدوة في هذه الأمور ، فسرعان ما تتفلت المرأة ، ويضعف التزامها وتمسكها . وهذا في الغالب ، ولا يمنع أن توجد حالات مشرقة ، تكون فيها المرأة هي الرائدة والمعلمة ، والآخذة بيد زوجها إلى طريق الهداية .
وكونك وقفت على الحقيقة ، وأن زوجتك فتاة عادية ، لا يعني الفشل ، ولا يبعث على الندم ، بل ينبغي أن يكون ذلك محفزا لك على أن تنال أجر دعوتها وهدايتها .
وما ذكرته من صفاتها الطيبة سيساعدك على ذلك إن شاء الله .
فكن أنت الداعي والمذكر والناصح .. اشغل فراغها بما ينفع من الأشرطة والكتب والمجلات ، ولا تيأس من الإنكار عليها إذا وقعت في الغيبة أو مشاهدة التلفاز ، لكن اجعل ذلك على سبيل الرفق والرحمة والمحبة .
واسْع في إلحاقها بدار من دور تحفيظ القرآن الكريم ، وانشط لاصطحابها معك في المحاضرات العامة ، وفي تقوية الأواصر مع بعض الأسر الصالحة المستقيمة ، فهذا خير ما يعين زوجتك على تقوية إيمانها .
وما ذكرته من قلة عبادتها ، لعله راجع إلى قلة عبادتك ، أو إهمالك لمشاركتها في العبادة ، فاجتهد في إعانتها ، وتذكيرها بفضل النوافل ، وأجر قيام الليل ، وثواب الصيام ، ومارس معها ما استطعت من هذه العبادات .
وكن قواماً على أسرتك ، تحجزها عن الحرام ، وتمنعها مما فيه ريبة أو فساد .
وسل الله تعالى قائلا : ( رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً ) الفرقان/74 .
نسأل الله أن يصلح حالك وأحوال المسلمين أجمعين .