ما صحة هذا الحديث: (جُهَيْنَةُ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُمْ؛ غَضِبُوا لِغَضَبِي، وَرَضُوا لِرِضَائِي؛ أَغْضَبُ لِغَضَبِهِمْ، وَأَرْضَى لِرِضَاهُمْ؛ مَنْ أَغْضَبَهُمْ فَقَدْ أَغْضَبَنِي؛ وَمَنْ أَغْضَبَنِي فَقَدْ أَغْضَبَ اللَّه)؟
الحمد لله.
رواه الطبراني في "المعجم الكبير" (18 / 108) و (19 / 317)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (5 / 30)؛ عن الْحَارِث بْنِ مَعْبَدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ الرَّبِيعِ بْنِ سَبْرَةَ الْجُهَنِيُّ، حَدَّثَنِي عَمِّي حَرْمَلَةُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عن سَبْرَةَ بْنِ مَعْبَدٍ، قَالَ: قَالَ عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: جُهَيْنَةُ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُمْ، غَضِبُوا لِغَضَبِي وَرَضُوا لِرِضَايَ، أَغْضَبُ لِغَضَبِهِمْ وَأَرْضَى لِرِضَاهُمْ، فَمَنْ أَغْضَبَهُمْ فَقَدْ أَغْضَبَنِي وَمَنْ أَغْضَبَنِي فَقَدْ أَغْضَبَ اللهَ .
وهذا إسناد ضعيف؛ لأن فيه الْحَارِث بْنِ مَعْبَد وهو مجهول.
قال الهيثمي رحمه الله تعالى:
"رواه الطّبرانيّ، وفيه الحارث بن معبد، ولم أعرفه، وبقيّة رجاله ثقات." انتهى من"معجم الزوائد" (10 / 48).
وبمثل هذا قال العراقي رحمه الله تعالى، وأشار إلى ما هو أصح من مناقب جهينة، حيث قال:
"هذا حديث غريب، ورجاله ثقات غير الحارث بن معبد، فلم أجد من ذكره بجرحٍ ولا تعديلٍ.
وروى البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قُرَيْشٌ، وَالأَنْصَارُ، وَجُهَيْنَةُ، وَمُزَيْنَةُ، وَأَسْلَمُ، وَأَشْجَعُ، وَغِفَارُ مَوَالِيَّ، لَيْسَ لَهُمْ مَوْلًى دُونَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ " انتهى من"محجة القرب" (1 / 358).
فوصفهم النبي صلى الله عليه وسلم بالولاية؛ لأنهم آمنوا وصدقوا، فالإيمان هو سبب الولاية.
قال الله تعالى: أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ، الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ يونس/62 – 63.
والله أعلم.