هل يجوز تقديم العقيدة للأطفال في صورة مسرحية كرتونية، ويقدم المحتوي بطريقة فيها هزيج ارتفاعات وانخفاضات بالصوت، وسجع، وأناشيد بدون موسيقي، والمحتوى صحيح؟ وهل تبسيط العقيدة للأطفال يقلل من وقار الدين في قلوبهم؟
الحمد لله.
أولا:
لا حرج في عمل مسرحية لتعليم العقيدة للأطفال بطريقة مبسطة، ولو اقتضى ذلك التمثيل، وقد سبق بين حكمه وأن الراجح جوازه بضوابط . وينظر: جواب سؤال (حكم المسرحيات والتمثيليات لأجل الدعوة)، وسؤال رقم: (228486).
ثانيا:
لا حرج في رسم الشخصيات الكرتونية، أو جعلها مجسمة إذا كان ذلك من صنع الأطفال، أو صنع لهم؛ لما روى البخاري (6130) عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ:" كُنْتُ أَلْعَبُ بِالْبَنَاتِ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ لِي صَوَاحِبُ يَلْعَبْنَ مَعِي، فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ يَتَقَمَّعْنَ مِنْهُ، فَيُسَرِّبُهُنَّ إِلَيَّ فَيَلْعَبْنَ مَعِي" .
قالَ الحافظُ ابنُ حجر رحمه الله: " استُدلَّ بهذا الحديثِ على جوازِ اتخاذِ صورِ البناتِ واللعب، من أجلِ لَعِبِ البناتِ بهن.
وخُصَّ ذلك من عمومِ النهي عن اتخاذِ الصور، وبه جزمَ عياضٌ، ونقله عن الجمهورِ، وأنهم أجازوا بيعَ اللعبِ للبناتِ، لتدريبهن من صغرِهن على أمرِ بيوتهِن وأولادهن" انتهى من " فتح الباري " (10/ 527).
والحاصل:
أنه لا حرج في عمل هذه المسرحية ، ما دام المضمون صحيحا خاليا من المنكرات كالموسيقى، مع تعظيم الدين، وتعظيم المفاهيم التي تبث لهم، فلا يقل توقيرهم للدين مع وجود التبسيط أو مع وجود التمثيل.
والله أعلم.