الحمد لله.
ارتفاع ضغط الدم قد يؤدي إلى موت الجنين، سواء بقيت الأم في المستشفى أو عادت إلى بيتها وتناولت العلاج، بحسب ما أفادنا طبيب مختص، وتناول العلاج ليس واجبا في قول جمهور أهل العلم، فلا يظهر أن عليك شيئا في رفض التنويم في المستشفى.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عن التداوي : " ليس بواجب عند جماهير الأئمة ، إنما أوجبه طائفة قليلة من أصحاب الشافعي وأحمد " نقله السفاريني في "غذاء الألباب" (1/ 459).
وجاء في " فتاوى اللجنة الدائمة " (21/ 404): "كنت حاملا في الشهر التاسع، وشعرت ببعض الآلام التي ألزمتني مراجعة المستشفى، وأفادني الطبيب المختص بإجراء عملية جراحية سريعة لإنقاذ الجنين، حيث تتعذر الولادة بطريقة طبيعية، رفضت تلك العملية وأفادني الطبيب؛ بأنه إذا لم أوافق على إجراء العملية بهذه السرعة، فإن ذلك خطر على الجنين، وربما يتعرض للوفاة، وفعلا قد توفي في بطني بعد أيام قلائل.
فضيلة الشيخ: هل علي إثم في ذلك، وأعتبر نفسي بأنني قد تسببت في وفاته، نظراً لرفضي العملية التي سوف تكون إنقاذاً لحياته المهددة بالخطر بمشيئة الله حسب إفادة الأطباء، وهل ذلك يوجب علي الكفارة، بصيام شهرين متتالين؟
ج: إذا كان الواقع ما ذكر في السؤال: فليس عليك شيء في وفاة الجنين، لأنه لا يعتبر تركك العملية تفريطاً في حياته، ولا تسببا في وفاته؛ ولأن العملية قد لا يتحقق منها المقصود الذي ذكره الطبيب، والأصل براءة الذمة، والحمد لله.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم "انتهى.
ويقال هنا: إن رفضك للتنويم لا يعتبر تفريطا في حياة الجنين ولا تسببا في وفاته، ولأنه مع التنويم في المستشفى قد يموت الجنين بسبب ارتفاع الضغط.
ونسأل الله أن يخلف عليك خيرا وأن يبارك لك في أولادك.
والله أعلم.