ما حكم كتابة النصائح الدينية والأذكار والصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم في خانة التعليقات والردود للمقاطع الغنائية في اليوتيوب؟
الحمد لله.
المقاطع المشتملة على أغاني النساء، أو أغاني الرجال المصحبة بالمعازف أو المشتملة على كلمات الفسوق، لا يجوز سماعها، ولا مشاهدة مقاطعها، ولا نشر روابطها، ولا الإعجاب بها، لما في ذلك كله من الوقوع في المحرم أو الإعانة عليه، وقد قال تعالى: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ المائدة/2.
وقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى كَانَ لَهُ مِنْ الأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ، لا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا، وَمَنْ دَعَا إِلَى ضَلالَةٍ كَانَ عَلَيْهِ مِنْ الإِثْمِ مِثْلُ آثَامِ مَنْ تَبِعَهُ، لا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ آثَامِهِمْ شَيْئًا رواه مسلم (4831).
وتعليق الإنسان على هذه المقاطع أنواع :
1-أن يكون مدحا أو إعجابا: فهذا محرم واضح.
2-أن يكون بكلام أجنبي عن الموضوع كأن يذكر نصيحة دينية، أو يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم، فهذا محرم أيضا لما فيه من ترك إنكار المنكر، والتغرير بالعصاة من جهة عدم الإنكار، ومن جهة كثرة التعليقات، ثم دخوله على هذه المقاطع تعريض للنفس للفتنة برؤية المقطع وما جاوره، والسلامة عدم دخول "اليوتيوب" إلا للحاجة الماسة.
3-أن يكون إنكارا للمنكر ببيان حرمة هذا الغناء، فهذا إن كان يرجى منه أن يستجيب له الناشر أو المشاهد، لكونه يذكر أدلة التحريم أو كلام أهل العلم، فهذا حسن، وهو من باب إنكار المنكر والنصيحة لعباد الله. لكن لا يتعمد البحث عن المقاطع لينكرها، وإنما يحصل هذا إن ابتلي بمقطع منها، بشرط ألا يسمعه أو يشاهده.
وإن كان يغلب على الظن عدم الانتفاع بكلامه، كما هو الأصل في مثل ذلك؛ فهذا مضيعة للوقت، وتكثير للتعليقات فيكون ترويجا للمقطع من حيث لا يشعر.
وينظر: جواب السؤال رقم: (241926).
والأقرب هو غلق هذا الباب بصورة تامة؛ لأن الصورة الأخيرة وهي صورة إنكار المنكر- على فرض الانتفاع بكلامه- محفوفة بالمخاطر، وقد لا يسلم صاحبها من رؤية صورة محرمة، أو الانجرار إلى سماع أو مشاهدة ما هو محرم، ولو انشغل بنشر المقاطع الجيدة أو التعليق عليها والدعاية، لها لكان خيرا له وأسلم.
والله أعلم.