أريد أن أسأل عن صحة هذا الحديث وشرحه، فيما معناه أن الصحابة سألوا الرسول عن المرأة عندما تلد، فقام الرسول وخط في العسل بيده، والمقصود أن الخط بالعسل يرجع ويلتأم وكأن شيئا لم يكن، وهذا مثل رحم المرأة بعد الولادة يعود لوضعه الطبيعي بقدرة الله تعالى.
الحمد لله.
لم نقف على خبر بهذا المعنى، ولم نجد له أصلا.
وإنما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه ضرب مثلا للصراط المستقيم، بخط مستقيم خطه لأصحابه.
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: خَطَّ لَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطًّا، ثُمَّ قَالَ: هَذَا سَبِيلُ اللهِ "، ثُمَّ خَطَّ خُطُوطًا عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ، ثُمَّ قَالَ: " هَذِهِ سُبُلٌ - قَالَ يَزِيدُ: مُتَفَرِّقَةٌ - عَلَى كُلِّ سَبِيلٍ مِنْهَا شَيْطَانٌ يَدْعُو إِلَيْهِ"، ثُمَّ قَرَأَ: (وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ، فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ) [الأنعام:153]) رواه أحمد (4142) وغيره، وصححه الألباني.
وثبت عنه أيضا أنه خط لأصحابه خطا، يصف لهم أجل الإنسان وأمله.
فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: خَطَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطًّا مُرَبَّعًا، وَخَطَّ خَطًّا فِي الوَسَطِ خَارِجًا مِنْهُ، وَخَطَّ خُطَطًا صِغَارًا إِلَى هَذَا الَّذِي فِي الوَسَطِ مِنْ جَانِبِهِ الَّذِي فِي الوَسَطِ، وَقَالَ: هَذَا الإِنْسَانُ، وَهَذَا أَجَلُهُ مُحِيطٌ بِهِ - أَوْ: قَدْ أَحَاطَ بِهِ - وَهَذَا الَّذِي هُوَ خَارِجٌ أَمَلُهُ، وَهَذِهِ الخُطَطُ الصِّغَارُ الأَعْرَاضُ، فَإِنْ أَخْطَأَهُ هَذَا نَهَشَهُ هَذَا، وَإِنْ أَخْطَأَهُ هَذَا نَهَشَهُ هَذَا .
رواه البخاري (6417) .
والمقصود بالخط في ذلك كله: تقرير المعنى المراد من الحديث، وتقريبه إلى الأذهان.
لكننا لم نقف على ما ذكر في السؤال من الخط على العسل، وضرب المثل لالتئام الرحم بذلك، في شيء من كتب السنة، ولا في كلام أحد من أهل العلم.
والله أعلم