الحمد لله.
لا يجوز العدوان على ماشية الناس لأجل ما ذكرت من تنظيف المدينة؛ لقوله تعالى: (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ) النساء/29.
وقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ بَيْنَكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِي شَهْرِكُمْ هَذَا فِي بَلَدِكُمْ هَذَا لِيُبَلِّغ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ) رواه البخاري (67)، ومسلم (1679).
وقوله صلى الله عليه وسلم: (لَا يَحِلُّ مَالُ امْرِئٍ إِلَّا بِطِيبِ نَفْسٍ مِنْهُ) رواه أحمد (20172)، وصححه الألباني في "إرواء الغليل" (1459).
ولا يحل الأكل من هذا اللحم؛ لأنه لحم مغصوب.
ولا يقال إن هذا تعزير، فلو سلّم أن أهل الماشية متجاوزون يحتاجون إلى تعزير، فإن التعزير بالمال ممنوع عند جمهور الفقهاء.
وبإمكان الدولة أن تعوض أصحاب الماشية، أما أن تأخذها مجانا فهذا غصب محرم.
ثم إن فيه تطريقا للفساد، وتساهل الناس في الغصب، وأكل المال بالباطل لأدنى شبهة، أو أقرب مخالفة.
والله أعلم.