الحمد لله.
يستحب للمسلم أن لا يأتي عليه يوم من الأيام، إلا ويتصدق فيه؛ والدليل على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم قَالَ: (مَا مِنْ يَوْمٍ يُصْبِحُ الْعِبَادُ فِيهِ إِلاَّ مَلَكَانِ يَنْزِلاَنِ فَيَقُولُ أَحَدُهُمَا اللَّهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا ، وَيَقُولُ الآخَرُ: اللَّهُمَّ أَعْطِ مُمْسِكًا تَلَفاً) رواه البخاري (1374)، ومسلم (1010).
وروى أحمد (17333) عن يَزِيدَ بْنَ أَبِي حَبِيبٍ، يُحَدِّثُ، أَنَّ أَبَا الْخَيْرِ، حَدَّثَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " كُلُّ امْرِئٍ فِي ظِلِّ صَدَقَتِهِ حَتَّى يُفْصَلَ بَيْنَ النَّاسِ - أَوْ قَالَ: يُحْكَمَ بَيْنَ النَّاسِ - " قَالَ يَزِيدُ: " وَكَانَ أَبُو الْخَيْرِ لَا يُخْطِئُهُ يَوْمٌ إِلَّا تَصَدَّقَ فِيهِ بِشَيْءٍ وَلَوْ كَعْكَةً أَوْ بَصَلَةً أَوْ كَذَا ". وصححه محققو المسند.
وإذا اشترك جماعة وخلطوا أموالهم، ثم أخرجوا من المال كل يوم صدقة، حصل لهم هذا الفضل؛ لأن خلط المال يعني أن لكل منهم حصةً شائعة فيه، فيصدق على كل واحد منهم أنه أخرج كل يوم صدقة.
جاء في "مجلة الأحكام العدلية" ص 32: "
(الْمَادَّةُ 138): الْمُشَاعُ مَا يَحْتَوِي عَلَى حِصَصٍ شَائِعَةٍ.
(الْمَادَّةُ 139): الْحِصَّةُ الشَّائِعَةُ هِيَ السَّهْمُ السَّارِي إلَى كُلِّ جُزْءٍ مِنْ أَجْزَاءِ الْمَالِ الْمُشْتَرَكِ" انتهى.
وجاء في قرار مجمع الفقه الإسلامي بشأن الشركات: "إن المساهم في الشركة يملك حصة شائعة من موجوداتها بمقدار ما يملكه من أسهم، وتبقى ملكية الرقبة له إلى أن تنتقل إلى غيره لأي سبب من الأسباب، من تخارج أو غيره " انتهى.
فالمال إذا خُلط على الشيوع، كان لكل واحد من أصحابه سهم في كل جزء من أجزائه، فيشترك الجميع في صدقة اليوم الأول، ثم الثاني والثالث وهكذا.
ونسأل الله أن يتقبل منا ومنكم.
والله أعلم.