الحمد لله.
هو سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل بن عبد العُزّى بن رياح بن عبد الله بن قُرْط بن رَزاح بن عديّ بن كعب بن لؤيّ.
يكنى: أبا الأعور. وكان طوالا، آدم، أشعر.
وأمّه فاطمة بنت بَعْجَة بن أُميّة بن خُويلد بن خالد بن العمّر بن حَيّان بن غَنْم بن مُليح من خزاعة.
وهو ابن عم عمر بن الخطاب ، وصهره . كانت تحته فاطمة بنت الخطاب أخت عمر بن الخطاب ، وكانت أخته عاتكة بنت زيد بن عمرو بن نفيل تحت عمر بن الخطاب .
وكان سعيد بن زيد رضي الله عنه من المهاجرين الأولين ، وكان إسلامه قديما قبل عمر، وبسبب زوجته كان إسلام عمر بن الخطاب .
فقد جاء في "صحيح البخاري" (3867) عن قَيْس قَالَ : سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ زَيْدٍ يَقُولُ لِلْقَوْمِ: " لَوْ رَأَيْتُنِي مُوثِقِي عُمَرُ عَلَى الْإِسْلَامِ، أَنَا وَأُخْتُهُ، وَمَا أَسْلَمَ، وَلَوْ أَنَّ أُحُدًا انْقَضَّ لِمَا صَنَعْتُمْ بِعُثْمَانَ، لَكَانَ مَحْقُوقًا أَنْ يَنْقَضَّ " انتهى.
وآخى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بينه وبين أَبِي بْن كعب، ولم يشهد بدرًا ، وضرب لَهُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بسهمه وأجره فقيل: إنما لم يشهدها لأنه كان غائبًا بالشام ، فقدم عقيب غزاة بدر ، فضرب له رسول الله صلى الله عليه وسلم بسهمه وأجره .
وَشَهِدَ حِصَارَ دِمَشْقَ ، وَفَتَحَهَا ، فَوَلَاّهُ عَلَيْهَا أَبُو عُبَيْدَةَ بنُ الجَرَّاحِ ، فَهُوَ أَوَّلُ مَنْ عَمِلَ نِيَابَةَ دِمَشْقَ مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ .
وينظر : "الطبقات الكبرى" لابن سعد (3/ 379)، و"الاستيعاب في معرفة الأصحاب" (2/ 614)، و"أسد الغابة في معرفة الصحابة" (2/ 235)، و"سير أعلام النبلاء" (1/ 124).
1- هو أحد العشرة المبشرين بالجنة .
فعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( أَبُو بَكْرٍ فِي الجَنَّةِ، وَعُمَرُ فِي الجَنَّةِ، وَعُثْمَانُ فِي الجَنَّةِ، وَعَلِيٌّ فِي الجَنَّةِ، وَطَلْحَةُ فِي الجَنَّةِ وَالزُّبَيْرُ فِي الجَنَّةِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ فِي الجَنَّةِ، وَسَعْدٌ فِي الجَنَّةِ، وَسَعِيدٌ فِي الجَنَّةِ، وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الجَرَّاحِ فِي الجَنَّةِ ) رواه الترمذي (3747).
2- كان رضي الله عنه مستجاب الدعوة .
فعَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ: " أَنَّ أَرْوَى بِنْتَ أُوَيْسٍ ، ادَّعَتْ عَلَى سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ أَنَّهُ أَخَذَ شَيْئًا مِنْ أَرْضِهَا ، فَخَاصَمَتْهُ إِلَى مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ ، فَقَالَ سَعِيدٌ : أَنَا كُنْتُ آخُذُ مِنْ أَرْضِهَا شَيْئًا بَعْدَ الَّذِي سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : وَمَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : ( مَنْ أَخَذَ شِبْرًا مِنَ الْأَرْضِ ظُلْمًا ، طُوِّقَهُ إِلَى سَبْعِ أَرَضِينَ ) ، فَقَالَ لَهُ مَرْوَانُ : لَا أَسْأَلُكَ بَيِّنَةً بَعْدَ هَذَا ، فَقَالَ : " اللهُمَّ إِنْ كَانَتْ كَاذِبَةً فَعَمِّ بَصَرَهَا ، وَاقْتُلْهَا فِي أَرْضِهَا "، قَالَ : " فَمَا مَاتَتْ حَتَّى ذَهَبَ بَصَرُهَا ، ثُمَّ بَيْنَا هِيَ تَمْشِي فِي أَرْضِهَا ، إِذْ وَقَعَتْ فِي حُفْرَةٍ فَمَاتَتْ ". رواه مسلم في "صحيحه" (1610).
3- علو مقامه ومكانته عند النبي صلى الله عليه وسلم.
قال سعيد بن جبير : " كان مقام أبي بكر وعمر وعثمان وعليّ وسعد وسعيد وطلحة والزّبير وعبد الرّحمن بن عوف مع النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم واحدًا ، كانوا أمامه في القتال ، وخلفه في الصلاة " انتهى من "الإصابة في تمييز الصحابة" (3/87).
قال الواقديّ : توفي بالعقيق ، فحمل إلى المدينة ، وذلك سنة خمسين . وقيل إحدى وخمسين. وقيل : سنة اثنتين وخمسين ، وعاش بضعًا وسبعين سنة .
ينظر: "الإصابة في تمييز الصحابة" (3/88).
والله أعلم.