الحمد لله.
عبارة: " لا تسرع فالموت أسرع " لا يظهر فيها إشكال شرعي؛ لأن الظاهر من استعمالها؛ هو أن الإنسان ضعيف، كما قال الله تعالى: (وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا) النساء/28.
فبسبب هذا الضعف فإن الهلاك سريع إلى الإنسان ، فأي آفة أو صدمة ربما تقتله، فكأن القائل يقول : لا تسرع فإن أي اصطدام قد يقتل الإنسان، فهو يوصيه بالاحتياط، وهذا أمر لا إشكال فيه.
فقد قال الله تعالى: (وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) البقرة/195.
وهذا القول فيه شيء من معنى البيت الشعري الذي كان يتمثّل به أبو بكر الصديق أثناء مرضه عند قدومه المدينة.
روى البخاري (1889) عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: " لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المَدِينَةَ، وُعِكَ أَبُو بَكْرٍ، وَبِلاَلٌ، فَكَانَ أَبُو بَكْرٍ إِذَا أَخَذَتْهُ الحُمَّى يَقُولُ:
كُلُّ امْرِئٍ مُصَبَّحٌ فِي أَهْلِهِ ... وَالمَوْتُ أَدْنَى مِنْ شِرَاكِ نَعْلِهِ ... ".
والله أعلم.