الحمد لله.
قول بعض الناس: "مشكلة لرب السما" يريدون به أنها مشكلة كبيرة عظيمة، تصل إلى السماء وإلى خالقها ومن هو فوقَها، تبارك وتعالى.
وهذه مبالغة مذمومة، فليس هناك مشكلة تبلغ هذا المبلغ، ولا تدانيه بحال، والواجب تعظيم اسم الله تعالى، وتعظيم الإخبار عنه، والتحرز من الكذب فيما يتصل ذلك.
وليس مرادهم –فيما وقفنا عليه- أن الله مطلع على المشكلة، أو أن المظلوم فيها يشكو أمره لرب السماء سبحانه، وإنما يريدون وصفها بالعظم والاتساع كما تقدم.
وأما قول بعضهم: واصلة معي لعند الله، أو لا تجعلني أكفر، فهذا من أقبح القول وأشنعه، يريد أنه من الغضب قد يتكلم في حق الله تعالى بما يكفر به، أعاذنا الله من ذلك، ومن سوء القول والعمل.
ومن قال ذلك لا يكفر، لأنه حجز نفسه عن الكفر، لكنه قال قولا منكرا، وجعل الله عرضة لعصبيته وغضبه، وإلا فالمؤمن مهما بلغ غضبه ومهما نزل به من ضيق وبلاء فلا يذكر ربه إلا بالجميل، ولا يبدو منه احتمال تعرضه لربه بالقول السوء.
والواجب نصح هؤلاء بتعظيم ربهم، وحفظ ألسنتهم، فإن العبد قد يتكلم بكلمة يهوي بها في نار جهنم، روى البخاري (6478)، ومسلم (2988) عن أبي هريرة أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا يَرْفَعُهُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَاتٍ، وَإِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا يَهْوِي بِهَا فِي جَهَنَّمَ).
وروى البخاري (6477)، ومسلم (2988) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: (إِنَّ العَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالكَلِمَةِ، مَا يَتَبَيَّنُ فِيهَا، يَزِلُّ بِهَا فِي النَّارِ أَبْعَدَ مِمَّا بَيْنَ المَشْرِقِ).
والله أعلم.