الحمد لله.
إذا قدم الطالب عددا من الساعات التطوعية، وأخذ شهادة بذلك، لزم كتابة ما قدمه دون زيادة؛ بعداً عن الكذب.
وذلك أنه إذا قدم عشرين ساعة مثلا، فكتب له إنه حضر خمسين ساعة، فهذا كذب وزور، وعلى الطالب أن يأباه وينكره.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ، وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَصْدُقُ حَتَّى يَكُونَ صِدِّيقًا. وَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ، وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَكْذِبُ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا) رواه البخاري (5629)، ومسلم (4719).
وعن أسماء رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الْمُتَشَبِّعُ بِمَا لَمْ يُعْطَ كَلابِسِ ثَوْبَيْ زُورٍ) رواه البخاري (5219)، ومسلم (2129).
قال النووي رحمه الله: "قال العلماء: معناه المتكثر بما ليس عنده، بأن يظهر أن عنده ما ليس عنده، يتكثر بذلك عند الناس، ويتزين بالباطل، فهومذموم كما يذم من لبس ثوبي زور.
قال أبو عبيد وآخرون: هو الذي يلبس ثياب أهل الزهد والعبادة والورع، ومقصوده أن يظهر للناس أنه متصف بتلك الصفة، ويظهر من التخشع والزهد أكثر مما في قلبه، فهذه ثياب زور ورياء.
وقيل: هو كمن لبس ثوبين لغيره، وأوهم أنهما له. وقيل: هو من يلبس قميصا واحدا ويصل بكميه كمين آخرين، فيظهر أن عليه قميصين" انتهى من "شرح مسلم" (14/110).
وقد لا يستطيع الطالب أن يسجل عدد الساعات الحقيقي في الشهادة، ففي هذه الحالة لا حرج عليه أن يقبلها، ما دامت الجهة المانحة هي التي تكتب عدد الساعات، حسب برنامجها ، أو حسب ما عندها من النظام.
على أنه إذا كان سينتفع بهذه الشهادة فيما بعد للتقديم لعمل أو غير ذلك، فينبغي عليه أن يخبر بالحقيقة.
والله أعلم.