الحمد لله.
هذا الدعاء رواه الحاكم في "المستدرك" (1 / 520)، قال: أَخْبَرَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَطَّةَ الْأَصْبَهَانِيُّ، حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَكَرِيَّا الْأَصْبَهَانِيُّ، حدثنا مُحْرِزُ بْنُ سَلَمَةَ الْعَدَنِيُّ.
ورواه الطبراني في "المعجم الكبير" (23/316)، قال: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حدثنا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الزُّبَيْرِيُّ.
ورواه في "المعجم الاوسط" (6/213)، قال:حَدَّثَنا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ الْوَزِيرُ الْأَصْبَهَانِيُّ قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ زُنْبُورٍ الْمَكِّيُّ.
كلهم: عن عَبْد الْعَزِيزِ بْن أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذَا مَا سَأَلَ مُحَمَّدٌ رَبَّهُ: ( اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَ الْمَسْأَلَةِ، وَخَيْرَ الدُّعَاءِ، وَخَيْرَ النَّجَاحِ، وَخَيْرَ الْعَمَلِ، وَخَيْرَ الثَّوَابِ، وَخَيْرَ الْحَيَاةِ، وَخَيْرَ الْمَمَاتِ، وَثَبَّتَنِي وَثَقِّلْ مَوَازِينِي، وَحَقِّقْ إِيمَانِي، وَارْفَعْ دَرَجَاتِي، وَتَقَبَّلْ صَلَاتِي، وَاغْفِرْ خَطِيئَتِي، وَأَسْأَلُكَ الدَّرَجَاتِ الْعُلَى مِنَ الْجَنَّةِ.
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ فَوَاتِحَ الْخَيْرِ وَخَوَاتِمَهُ، وَجَوَامِعَهُ، وَأَوَّلَهُ، وَظَاهِرَهُ وَبَاطِنَهُ، وَالدَّرَجَاتِ الْعُلَى مِنَ الْجَنَّةِ آمِينَ.
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَ مَا آتِي، وَخَيْرَ مَا أَفْعَلُ، وَخَيْرَ مَا أَعْمَلُ، وَخَيْرَ مَا بَطَنَ، وَخَيْرَ مَا ظَهَرَ، وَالدَّرَجَاتِ الْعُلَى مِنَ الْجَنَّةِ آمِينَ.
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ أَنْ تَرْفَعَ ذِكْرِي، وَتَضَعَ وَزِرْي، وَتُصْلِحَ أَمْرِي، وَتُطَهِّرَ قَلْبِي، وَتُحَصِّنَ فَرْجِي، وَتُنَوِّرَ لِي قَلْبِي، وَتَغْفِرَ لِي ذَنْبِي، وَأَسْأَلُكَ الدَّرَجَاتِ الْعُلَى مِنَ الْجَنَّةِ آمِينَ.
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ أَنْ تَبَارَكَ لِي فِي نَفْسِي، وَفِي سَمْعِي، وَفِي بَصَرِي، وَفِي رُوحِي، وَفِي خَلْقِي، وَفِي خُلُقِي، وَفِي أَهْلِي، وَفِي مَحْيَايَ، وَفِي مَمَاتِي، وَفِي عَمَلِي، فَتَقَبَّلْ حَسَنَاتِي، وَأَسْأَلُكَ الدَّرَجَاتِ الْعُلَى مِنَ الْجَنَّةِ آمِينَ).
واللفظ للحاكم، وقال: " هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ " ولم يتعقبه الذهبي.
وقال الهيثمي رحمه الله تعالى:
" رواه الطبراني في الأوسط، ورجاله رجال الصحيح غير محمد بن زنبور، وعاصم بن أبي عبيد، وهما ثقتان" انتهى من "مجمع الزوائد" (10/176).
لكن عاصم بن أبي عبيد لا يذكرون في الرواة عنه إلا موسى بن عقبة، ولم يرد فيه توثيق معتبر، ذكره البخاري في "التاريخ الكبير" (6/479)، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (6/ 349) وسكتا عنه.
والحاصل: أن هذا الحديث المرفوع في إسناده لين، لجهالة راويه.
لكن لفظه لا حرج على من تخيره، واستحسن معناه، ودعا به، وفيه من جوامع الدعاء وطلب الخير، ما هو جدير بالعناية، والافتقار إلى رب العالمين في طلبه.
ومتى استقام لفظ الدعاء، وصحت معانيه، لم يمنع من الدعاء به، ولو لم يكن ثابتا بلفظه عن النبي صلى الله عليه وسلم.
والسنة بعد صلاة الصبح أن يأتي المصلي بالأذكار الواردة عقب الصلاة، وما صح من أذكار الصباح.
ثم إن دعا بما أحب من الخير، أو ذكر الله به، لم يُضَيَّق عليه في شيء من ذلك.
راجع للفائدة جواب السؤال رقم: (217496)، ورقم: (131850).
والله أعلم.