هل تتصل بمن يفسر لها الرؤيا مع علمها بأن زوجها لا يرضى بذلك؟

15-05-2024

السؤال 509039

إذا رأت امرأة رؤى وشعرت بضرورة تفسيرها، وتعرف رقم مفسر متمكن لا تعرف أفضل منه، ولكنه يفسر بالاتصال وزوجها لا يرضى بذلك -وهي لم تعلمه لكنها تعرفه-، هل يجوز لها أن تتصل وتفسر الرؤيا دون علمه مع أنها تعلم أن ذلك سيغضبه إن علم، أو تفسر عند مفسر آخر أقل منه ويجيب في الواتس؟

الجواب

الحمد لله.

أولا :

يجب على المرأة أن تطيع زوجها ، فيما يتعلق بأمور النكاح والأسرة ، ما لم يكن معصية لله تعالى .

قال ابن نجيم رحمه الله: "لا يجب على الْمَرْأَة طَاعَةُ الزَّوْجِ في كل ما يَأْمُرُ بِهِ ، إنَّمَا ذلك فِيمَا يَرْجِعُ إلَى النِّكَاحِ وَتَوَابِعِهِ ، خُصُوصًا إذَا كان في أَمْرِهِ إضْرَارٌ بها" انتهى من "البحر الرائق" (5/77).

وينظر لمعرفة ضوابط طاعة المرأة لزوجها جواب السؤال رقم (386056) .

وإذا منع الرجل زوجته من الكلام مع الرجال الأجانب، أو كان يكره ذلك ، فالواجب على المرأة طاعته في ذلك ، لأن هذا المنع يدخل في مصالح النكاح والأسرة ، لأن الرجل يمنع ذلك غيرةً على زوجته ، وخوفًا مما قد يحصل من الفتن والفساد بسبب ذلك .

ومما يدل على ذلك: ما رواه الطبراني من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم ( نهى أن تكلم النساء إلا بإذن أزواجهن ) والحديث حسنه السيوطي في الجامع الصغير ، والمناوي في "التيسير" (2/ 924) وصححه الألباني في صحيح الجامع ، وفي السلسة الصحيحة (2/ 251) .

قال المناوي في "فيض القدير" (6/ 451): " لأنه مظنة الوقوع في الفاحشة بتسويل الشيطان . ومفهومه الجواز بإذنه ، وحمله الولي العراقي على ما إذا انتفت مع ذلك الخلوة المحرمة ، والكلام في رجال غير محارم " انتهى .

وينظر للفائدة: جواب السؤال رقم (152620)

ثانيا :

ليس هناك ضرورة لتفسير الرؤيا حتى يقال: إن هذه الضرورة تبيح مخالفة الزوج سرًّا ، فإن كانت الرؤيا سيئة ، فليستعذ المسلم من شرها ومن شر الشيطان ثلاثا ، فإنها لا تضره .

وإن كانت حسنة ، فليست هناك ضرورة لتفسيرها ، ويمكنه السكوت عنها ونسيانها .

وبناء على هذا ؛ فلا يجوز للزوجة أن تتصل هاتفيا بمن يفسر لها الرؤيا ، ما دامت تعلم أن زوجها يرفض ذلك .

فإما أن تكتفي بمن يفسرها بالمراسلة ، وإما أن تنشغل عنها ولا تفسرها .

والله أعلم .

العشرة بين الزوجين
عرض في موقع إسلام سؤال وجواب