هل يجوز تسمية المولودة بمها، أو فيروز، أو ريما؟ وهل هي أسماء عربية توافق الدين الإسلامي؟ وما هي أفضل أسماء البنات في الإسلام؟
الحمد لله.
أولاً:
بالنسبة لأفضل أسماء البنات فإنه -حسب علمنا- لم يأت في النصوص تفضيل أسماء معينة، ولكنّ الشريعة وضعت ضوابط ومعالم لاختيار أسماء الأولاد، ونصت على تفضيل بعض أسماء الرجال مثل: (عبد الله وعبد الرحمن).
ومن معالم الإحسان إلى الولد أن يُحسن الوالدان تسميته، ويختارون له من الأسماء ما فيه دلالة على المعاني الحسنة والجميلة والمبشرة.
فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنّه غير الأسماء القبيحة إلى أسماء جميلة، وغير التي توحي بالتشاؤم إلى أسماء توحي بالفأل الحسن.
فعن ابن عمر رضي الله عنهما: ” أَنّ رَسُولَ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَيَّرَ اسْمَ عَاصِيَةَ، وَقَالَ: (“أَنْتِ جَمِيلَةُ) رواه مسلم (2139).
وعن ابن المسيب، عن أبيه:” أَنَّ أَبَاهُ جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: (مَا اسْمُكَ). قَالَ: حَزْنٌ، قَالَ: (أَنْتَ سَهْلٌ). قَالَ: لَا أُغَيِّرُ اسْمًا سمانيه أبي، قال ابن المسيَّب: فما زالت الحزونة فينا بعد” البخاري (5836).
ومن الآداب الحسنة في الاختيار: أن يختار الوالدان لابنتهم أسما يوافق أسماء الصالحات، من الصحابيات، أو من بعدهم، ممن عرف خبرهم، واشتهر أمرهم بالصلاح والديانة؛ فإن ذلك من شأنه أن يربط البنت المسماة، بذكر من تسمت باسمها، ويؤثر ذلك في سلوكها، وأخلاقها.
فعَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ قَالَ: ” لَمَّا قَدِمْتُ نَجْرَانَ سَأَلُونِي فَقَالُوا: إِنَّكُمْ تَقْرَءُونَ: (يَا أُخْتَ هَارُونَ)؛ وَمُوسَى قَبْلَ عِيسَى بِكَذَا وَكَذَا؟! فَلَمَّا قَدِمْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم سَأَلْتُهُ عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: (إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَمَّوْنَ بِأَنْبِيَائِهِمْ وَالصَّالِحِينَ قَبْلَهُمْ). رواه مسلم (2135).
وقد سبق في الموقع إجابات مفصلة حول بيان بعض الأسماء الحسنة للبنات وضوابط تسمية الأبناء، وما يحل منها وما يحرم وما يكره، فيحسن الرجوع إليها.
أسماء حسنة للإناث مع معانيها: (101401)
آداب تسمية الأبناء: (7180)
الأسماء المحرمة والمكروهة: (1692)
ثانياً:
أما بخصوص التسمي بـــ (مها) و (فيروز) و (ريما) فلا حرج في التسمية بها؛ لأنّ الأصل الحل والجواز، وليس فيها معان مستنكرة أو ممنوعة شرعا.
فاسم مها اسم عربي فصيح، مأخوذ من المهاة وهي البلورة…ويطلق على البقرة ذات العيون الجميلة.
جاء في “مقاييس اللغة” (5/ 279):
«وَالْمَهَا: جَمْعُ الْمَهَاةِ، وَهِيَ الْبِلَّوْرَةُ ; سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِصَفَائِهَا كَأَنَّهَا مَاءٌ. وَالْجَمْعُ مَهَوَاتٌ وَمَهَيَاتٌ. أَمَّا الْبَقَرَةُ فَتُسَمَّى مَهَاةً، وَأَظُنُّهَا تَشْبِيهًا بِالْبِلَّوْرَةِ» انتهى
وجاء في “النهاية في غريب الحديث والأثر” (4/ 377):
“المَهَا: البِلَّوْرُ، وكلُّ شَيْءٍ صُفِّي فَهُوَ مُمَهًّى، تَشْبِيهاً بِهِ. وَيُقَالُ للكَوْكَبِ: مَهاً، ولِلثَّغْرِ إِذَا ابْيَضَّ وكَثُرَ ماؤُهُ: مَهاً”.
فهو اسم عربي ليس في معناه محظور.
أما اسم ريما فهو عربي فصيح مأخوذ من الريم -بكسر الراء- وهو الظبي الجميل.
جاء في “لسان العرب” (12/ 260):
“والرِيم: الظبي الأبيض الخالص البياض” .
وليس فيه أي محظور شرعي.
وأما اسم فيروز فهو اسم فارسي بمعنى الحجر الكريم، وهو من الأسماء المشتركة التي تطلق على الذكور والإناث، ومنه اسم فيروز الدَّيلمي الصحابي الجليل اليماني فارسي الأصل. ويختمه بعضهم بتاء مربوطة في الإناث خاصة مثل فيروزة بنت المظفر (ت 740هـ) محدثة ومؤلفة.
فلا إشكال في التسمي به ولو لم يكن عربيا، ولا يؤثر كونه مشتركا بين الذكور والإناث، فعند العرب يشترك الرجال والنساء في عدد من الأسماء، مثل: هند وهالة وجهاد ونهاد، وإحسان، ونحوها من الأسماء.
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في معرض جوابه عن التسمية بالأسماء المشتركة: ” إذا كانت الأسماء مشتركة فلا بأس لأنه يعينها كلمة ابن أو بنت” انتهى
وخلاصة القول: أنّ التسمي بـ (مها) و (فيروز) و (ريما) لا بأس به.
والله أعلم.