أمه لا تحب زوجته فأدى ذلك إلى سكنه عند أهلها
أمي لا تحب زوجتي ، مما أدَّى إلى خروجي من المنزل والعيش مع زوجتي في منزل والديها ؛ فما العمل ؟
الجواب
الحمد لله.
ليس من الضروري أن تعيش مع أهلك ، بل قد يكون من الخير لك ولزوجتك ولأمك أن تعيش مع
زوجتك خارج بيت والديك ، وفي الغالب فإن من يسكن مع أهله – أو حتى قريبا منهم – لا
تخلو حياته من منغصات ومشكلات ، والعقلاء الذين يزِنون الأمور بميزان الشرع والحكمة
قليل ، وخاصة من النساء بسبب ما يحصل بينهن من غيرة وتنافس .
وقد يكون في سكنك خارجاً عن أهلك ما يُصلح العلاقة بين أمك وزوجتك ، فالبُعد غنيمة
في كثيرٍ من الأحيان ، فلا داعي للقلق ، وربَّ شيء تراه ضارّاً وتغتم له ثم يكون
فيه الخير ، وقد يتولد الشوق من أمك لك ولأحفادها ببُعدك عنها ، وقد يختلف شعورها
تجاه زوجتك إذا كانت بعيدة عن ناظريها ، ولا تراها إلا قليلاً ، وهذا مشاهد ومجرَّب
.
وأما إذا أردت الحل لأصل المشكلة ، وهي عدم محبة أمك لزوجتك : فلا بدَّ لك من البحث
عن أسباب عدم المحبة ، ومعرفة موانع وجود المحبة ، وهذه بعض الأسباب التي يمكن أن
تكون أدَّت لعدم محبة أمك لزوجتك :
1. كثرة الخلطة ، وهو ما يولِّد كثرة الكلام ، ومن كثُر كلامه كثر لغطه وخطؤه .
2. الغيرة من تعلق زوجتك بك، وحبك لها ، وهذا موجود بكثرة ، فترى أم الزوج تغار من
تعلق ابنها بزوجته ، وتلبيته لرغباتها ، وترى أن هذه الزوجة قد أخذت ابنها منها .
3. سوء تعامل زوجتك مع أمك ، فبعض الزوجات لا تحسن التعامل مع أم زوجها ، فلا تلبي
لها طلباتها ، ولا تظهر لها الاحترام والتقدير ، فتقع بينهما من المشاكل الشيء
الكثير .
4. تقصيرك في حق أمك ، وعدمه في حق زوجتك ، فلا تستطيع الأم بغض ولدها ، بل تجعل
ذلك – فيما بدا لها – في السبب وهو زوجته ، فتبغضها .
فهذه بعض الأسباب التي قد تولِّد بغض أمك لزوجتك ، وإذا تبين لك أنها موجودة كلها
أو بعضها : فلا بدَّ لك من معالجتها بالحكمة والحسنى .
وننصحك أن تقوم بهذه الخطوات لتوجِد المحبة بين أمك وزوجتك :
1. السكن بعيداً عن والدتك ، وأن تخبر أمك أنك فعلتَ هذا مع عدم رغبتك به من أجلها
، ومن أجل أن لا تضغط أمك على نفسها فيسبب لها آلاماً وأمراضاً .
2. أن توصي زوجتك بالإكثار من بعث الهدايا لأمك ، سواء المادية منها كاللباس
والطعام وغيرهما ، أو المعنوية كبعث السلام والسؤال عن صحتها .
3. توسيط عقلاء ممن تحبهم والدتك لتغيير نظرتها تجاه زوجتك ، وهنا قد يكون لطرف
خارجي من التأثير ما يفوق تأثير ولدها وزوجها عليها .
على أننا نشير هنا إلى أنه ينبغي عليك ، ما دمت تركت السكن مع أمك ، أن تجتهد في
الاستقلال بمسكن خاص بك ، بعيداً عن أهل زوجتك أيضا ، فإن انتقالك إليهم ربما يعمق
هوة الخلاف بين الطرفين ، ثم إنه لا يكون ـ في العادة ـ مستحبا في استقامة الحياة
الزوجية ، وربما تولدت عنه آثار سلبية في العشرة بين الزوجين .
ولا تنس دعاء الله تعالى أن يهدي الجميع لما يحب ويرضى ، والدعاء بأن يؤلِّف الله
تعالى بين القلوب ، وأن يصلح بالهم ، ويهديهم لأحسن الأقوال والأفعال والأخلاق .
والله الموفق